الجدال
الجدال
  [ابن الوزير] قال |: فإن قيل: أليس قد أمر الله رسوله ÷ بالجدال في قوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: ١٢٥] فالجواب من وجهين:
  أحدهما: أن الله تعالى قيد ذلك بالتي هي أحسن ولم يأمره بمطلق الجدال، والنزاع إنما هو في كيفية ذلك وتفسير التي هي أحسن وحجة المحدثين فيه واضحة وذلك أن رسول الله ÷ قد امتثل ما أمر به من الجدال في هذه الآية ومع ذلك فلم ينقل عنه أنه جادل بأساليب المتكلمين والجدليين، فثبت أن التي هي أحسن ليست سبيل المتكلمين وهذا واضح. ثم سرد محاججة النبي ÷ للمشركين وما تلا عليهم من القرآن.
  [المؤلف] وقد تقدم الجواب عن هذا على أنه غفل | عن مقام الجدل، فإن النبي ÷ لو جادلهم بغير ذلك فهموا غير لسانهم ولما لزمتهم الحجة بغير لغتهم قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ}[إبراهيم: ٤] إنصافاً، فلذا جرى الرسول ÷ في مناظرتهم مجراهم.
  وأما ما جرى بينه وبين ابن الزبعري فما زعمه ابن الزبعري لازماً فغير صحيح؛ إذ لفظ (ما) لما لا يعقل ولذلك تركه النبي ÷ لتعسفه وخروجه إلى المماراة والبهتان، ولو أن