[العلم والهداية]
[العلم والهداية]
  [ابن الوزير] قال ¦: وإن كانت العقائد التي لا تدرك إلا بالممارسة وهي قول شيخكم: إن الله لا يعلم من نفسه إلا ما يعلمون. ا ه.
  [المؤلف] قلت: هذه الكلمة رويت عن أبي هاشم ولم يقل بها أحد من متكلمي الزيدية والمعتزلة، فكيف أطلق الرواية عن الشيوخ، فإن أراد بذلك تعظيم أبي هاشم نقض أصله، وإن أراد الظاهر وذلك نسبة الجمع من الإضافة إلى ضمير الجمع، فغلط فاحش يعرفه من هو أقل معرفة منه.
  هذا ولم يقصد أبو هاشم إلا الإخبار عن رسوخ يقينه، وتنزيه الله عن تكليفنا بغير الحق، فما عرفناه من صفاته سبحانه من دلالة الدليل القطعي فهو على ما هو عليه للتكليف به والله لا يكلف بغير الحق، ولكن الجاهل لمقاصد العلماء يخرج كلامهم مخرج البشاعة، ومن جهل شيئاً عاداه(١).
  [ابن الوزير] قال: وقولهم: إن الله تعالى لا يقدر على هداية أحد من المذنبين.
  [المؤلف] قلت: الأولى أن ينسب هذا الكلام إلى من يقول: إن علم الله سابق سايق وذلك أنه إذا علم أن إنساناً مثلاً كافر لم يتأت منه هدايته لئلا ينكشف علمه جهلاً، ومن
(١) المثل المعروف (من جهل شيئاً عابه).