العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

البحث الثالث في الخلق وما يتصل بذلك

صفحة 313 - الجزء 1

البحث الثالث في الخلق وما يتصل بذلك

  قال الراغب الأصفهاني: الخلق أصله التقدير المستقيم ويستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء قال تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} أي أبدعهما بدليل قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} ويستعمل في إيجاد الشيء من الشيء نحو: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}⁣[الزمر: ٦] إلى أن قال: وليس الخلق الذي هو الإبداع إلا لله تعالى، ولهذا قال في الفصل بينه تعالى وبين غيره: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}⁣[النحل: ١٧].

  وأما الذي يكون بالاستحالة فقد جعله الله تعالى لغيره في بعض الأحوال كعيسى # حيث قال: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}⁣[آل عمران: ٤٩] ب (أني) والخلق لا يستعمل في كافة الناس إلا على وجهين:

  أحدهما في معنى التقدير كقول الشاعر:

  ولأنت تفري ما خلقت ... وبعض القوم يخلق ثم لا يفري

  والثاني في الكذب نحو قوله: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}⁣[العنكبوت: ١٧]. ا ه.