البحث الثالث في الخلق وما يتصل بذلك
البحث الثالث في الخلق وما يتصل بذلك
  قال الراغب الأصفهاني: الخلق أصله التقدير المستقيم ويستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء قال تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} أي أبدعهما بدليل قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} ويستعمل في إيجاد الشيء من الشيء نحو: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}[الزمر: ٦] إلى أن قال: وليس الخلق الذي هو الإبداع إلا لله تعالى، ولهذا قال في الفصل بينه تعالى وبين غيره: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}[النحل: ١٧].
  وأما الذي يكون بالاستحالة فقد جعله الله تعالى لغيره في بعض الأحوال كعيسى # حيث قال: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}[آل عمران: ٤٩] ب (أني) والخلق لا يستعمل في كافة الناس إلا على وجهين:
  أحدهما في معنى التقدير كقول الشاعر:
  ولأنت تفري ما خلقت ... وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
  والثاني في الكذب نحو قوله: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}[العنكبوت: ١٧]. ا ه.