[عمرو بن العاص]
  وكلما قلنا شايع ذائع متواتر النقل في دواوين الإسلام يعرفه الخاص والعام، ومن روى عنه من الصحابة فإنما روى عنه ما لم يخالف الناس فيه مع أنهم قد رووا كلام المشركين وأشعارهم وليست الرواية تعديل عند غير المعتبر، وكان الأولى والأحرى ترك الذب عن معاوية وغيره من أهل البهتان لو كان ثم عقول عارفة وأسماع لطرق الحق واعية، ولله در السيد محمد بن إسماعيل الأمير حيث قال من قصيدة طويلة:
  وهل لابن هند غير كل قبيحة ... فمن ذا الذي فيه يشك ويمتري
  أليس الذي أجرى الدماء جراءة ... بصفين من أصحاب خير مطهرِ
  وقاد طغاة الشام من كل وجهة ... يقاتل يقيناً كل بَرٍّ وخيِّرِ
  وأورد عماراً حياضا من الردى ... ببيع حدانا فدى كل ممطري
  وسب أمير المؤمنين مجاهراً ... وألزم أن يملى على كل منبر
  فقد عاد لعن اللاعنين جميعه ... عليه كذا من سن سنة منكر
  وكم من جنايات جناها تجاريا ... وأبرزها جهراً ولم يتسترِ
  أيجهد من يدعي ابن هند محققا ... ومن قال هذا فهو والله مجتري
  وما هو إلا ماكر متحيل ... على الملك حتى ناله بتجبر
[عمرو بن العاص]
  وأما عمرو بن العاص السهمي فمثالبه ظاهرة الأعلام، ومخازيه مشهورة في الجاهلية والإسلام، وهو الأبتر الذي هجا رسول الله ÷، فلما بلغ رسول الله ÷ ذلك لعنه بكل