العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[مدخل]

صفحة 153 - الجزء 1

  بلغتهم، وإنما تعسر علينا وعلى العجم لما تغير من اللسان فارتطمنا في اللحن أي ارتطام.

  وهنا سؤال لطيف وهو: إن الله سبحانه أرسل النبي ÷ إلى من شمله التكليف ومنهم من لا يستقر إيمانه بالبديهة أو بأدنى عارض، إما لجمود فطنه أو لكثرة توارد الشكوك عليه إلا بمعرفة علم الكلام.

  فإن قلتم: لا يجب عليه ذلك؛ إذ ليس في القرآن، لزم منه عدم وجوب استقرار الإيمان أو تكليف ما لا يطاق ورد آية من القرآن، قال تعالى: {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}⁣[النحل: ٨٩]، {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ٣٨]، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}⁣[المائدة: ٣]، {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}⁣[إبراهيم: ١٠] أو الثاني وهو المطلوب.

  وكم قرر الإمام | أن أهل كل فن حجة على غيرهم، فلم خرج عما قرر في علم الكلام مع تسليمه لقصور أهل نحلته عن ذلك، فإذا أراد مكابرة المعتزلة أتى ب (ابن الخطيب) و (الغزالي) و (النووي) وغيرهم من الأشاعرة، وخبأ أصحابه في زوايا الجرح للمؤمنين، وتعديل الفجرة من الموارق والنواصب والقاسطين.