العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[أفعال العباد والكسب والاختيار]

صفحة 176 - الجزء 1

  الأفعال التي توجب وصفها بالحسن والقبيح ويستحق عليها الثواب والعقاب، مثال ذلك: أن أصل الحركة عندهم من الله، وأما كون تلك الحركة متصفة بصفة مخصوصة مثل كونها صلاة أو زنا، فذلك أثر قدرة العبد. اهـ.

  [المؤلف] قلت: وهذان القولان لم يتخلصا عن الجبر والكسب المذكور إنما هو أمر اعتباري، وإن موّهوا عليه قالوا: اعتبره العبد في فعل الرب وهو المسمى عندهم بالكسب وزعموا أن ذلك هو الاختيار كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى، مع اعترافهم باستقلال قدرة الله بالفعل، وليت شعري كيف جوابهم إذا سهى العبد عن الاعتبار، هل تمتنع القدرة الإلهية أو يؤاخذ بصفة العقل وإن لم يعتبر؟ ثم الاعتبار مطلق العصيان أو كونها كبيرة أو صغيرة؟

  وقد ذكر الفرقة الثالثة فقال: قالوا: قدرة العبد تؤثر بمعنى يعين من أعان وهو يستلزم مقدور القادرين.

  وذكر الفرقة الرابعة وهم الجويني قالوا: إن قدرة العبد مؤثرة في ذات فعله، وصفاتها كلها صفة الوجود وصفة الحسن والقبح ... إلخ.

  قلت: الجويني إمام مجتهد خرج عن أسر التقليد، وقد لهج محمد بن إبراهيم بعده من السنة وليس منهم.

  قال في (شعب الإيمان) وحواشيها: