العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[معاوية بن أبي سفيان]

صفحة 248 - الجزء 1

  خلقه، فقال له الحاضرون كلهم: صدقت يا أمير المؤمنين. ا ه.

  واعلم أن القرائن الدالة على خبث عقيدة معاوية وكفره كثيرة نقلها الإخباريون، منها أنه أخبر عن النبي ÷ أنه قال: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار»⁣(⁣١). فأجاب معاوية عليهم: إنما قتله من جاء به - يعمي على عمي القلوب معنا معجزة اطلعها على نبيه علام الغيوب - فهذا جواب عاقل مجتهد أو جاحد مستخف مرتد، كيف وهو من المؤلفة قلوبهم هو وأبوه بلا خلاف⁣(⁣٢).


(١) صحيح البخاري ١/ ١٧٢، صحيح ابن حبان ١٥/ ٥٥٤، مسند أحمد ٣/ ٩٠، فتح الباري ٧/ ٩٢، تحفة الأحوذي ١٠/ ٢٠٤، ٢١٣.

(٢) ومن العجيب الغريب أن أهل السنة لا زالوا يدافعون عن معاوية ويؤلفون في فضله، فلقد عقد ابن عساكر في تاريخ دمشق باباً في مناقبه! وعقد ابن كثير في تاريخه ٨/ ٢٠ باباً في فضل معاوية قال فيه: (هو معاوية بن أبي سفيان ... خال المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين، أسلم هو وأبوه وأمه هند - يوم الفتح). ا ه. ثم قال: (والمقصود أن معاوية كان يكتب الوحي لرسول الله ÷ مع غيره من كُتّاب الوحي). ا ه.

قال السيد العلامة حسن السقاف: كلا والله الذي لا إله إلا هو، لم يصح كلامك يابن كثير ولا ما اعتمدته وزعمته، فأما قولك: (خال المؤمنين) فليس بصحيح البتة، وذلك لأنه لم يرد ذلك في سنة صحيحة أو أثر، وعلى قولك هذا في الخؤولة يكون حيي بن أخطب اليهودي جدّ المؤمنين؛ لأنه والد السيدة صفية زوجة النبي ÷، وليس كذلك. ولم أرك تقول عن سيدنا أبي بكر أو عن سيدنا عمر أنه جد المؤمنين لأن بنتيهما زوجتا رسول الله ÷! ولا أريد الإسهاب في إبطال هذه الخؤولة المزعومة إنما أذكرها في موضع آخر تحتص به إن شاء الله تعالى. وأما قولك: (وكاتب وحي رب العالمين) فليس بصحيح أيضاً، وذلك لأن معاوية أسلم عام الفتح، وهو وأبوه من الطلقاء وقد أسلم في أوقات قد فرغ فيها نزول الوحي ووصل عند قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فماذا سيكتب معاوية؟! وقد ذكر الحافظ الذهبي في (السير) ٣/ ١٢٣ عن أبي الحسن الكوفي قال: (كان زيد بن ثابت كاتب الوحي، وكان معاوية كاتباً فيما بين النبي ÷ وبين العرب) وكذا قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في الإصابة. وليكن معلوماً أنه أيضاً ما كتب للنبي ÷ إلآ ثلاث رسائل. ثم ليُعْلَم علماً أكيداً أن كتابة معاوية للوحي على فرض أنها =