العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[أبو هريرة]

صفحة 257 - الجزء 1

  الدوسي.

  وروى أبو يوسف قال: قلت لأبي حنيفة: الخبر يجيء عن رسول الله ÷ يخالف قياسنا ما نصنع به؟ قال: إذا جاءت به الرواة الثقات عملنا به وتركنا الرأي، فقلت: ما تقول في رواية أبي بكر وعمر، فقال: ناهيك بها، قلت: علي وعثمان، قال: كذلك، فلما رآني أعد الصحابة قال: والصحابة كلهم عدول ما عدى رجالا، ثم عد منهم أبا هريرة وأنس بن مالك.

  وروى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن عبد الغفار؛ أن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة أنشدك الله أسمعت من رسول الله ÷ يقول لعلي بن أبي طالب: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»⁣(⁣١)، فقال: اللهم نعم، قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه، ثم قام عنه. ا ه.

  أقول: ولّى أبا هريرة عمر فخانه فأخذ عمر ما وجد معه، ويكفيه مداخلته معاوية وولايته لعمله ومفارقته أمير المؤمنين # بعد أن سمع فيه من رسول الله ÷ ما سمع.

  قال عبد الرحمن الشافعي الملقب بأبي شامة في رسالته (مختصر كتاب المؤمل): وروى محمد بن الحسن عن أبي حنيفة أنه قال: اقبل من كان من القضاة من الصحابة - وفي رواية: جميع الصحابة - ولا أستجيز خلافهم إلا ثلاثة نفر: أنس بن مالك، وأبو هريرة،


(١) مصنف ابن أبي شيبة ٦/ ٣٦٩.