العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[بحث في الصحبة والصحابة]

صفحة 327 - الجزء 1

  فأما ثناء القرآن والنبي ÷ على الصحابة فمسلم لكن بلفظ العموم والعموم يجوز تخصيصه.

  فأما خبر أهل بدر فلعل الله اطلع على خواتم أعمالهم فإنها صائرة إلى الخير، كما قد روي من غير طريق أن طلحة والزبير وعائشة تابوا، ومثل ذلك تقبل فيه رواية الآحاد ولا يقال بعدم خطأهم، فقد ورد من أهل بدر ما أوجب الحد كما كان من مسطح بن أثاثة من الإفك، وبعضهم أيضاً تأول في تحريم الخمر فحده عمر.

  فأما قوله: «بأيهم اقتديتم اهتديتم» ففي رجاله عبد الرحيم عن أبيه وهما ضعيفان جداً، بل قال ابن معين: إن عبد الرحيم كذاب، وقال البخاري وأبو حاتم: متروك، وله طريق أخرى فيها حمزة النصيبي وهو ضعيف جداً، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: لا يساوي فلساً، وقال ابن عدي: عامة مروياته موضوعة، وروي أيضاً من طريق جميل بن زيد وهو مجهول. ا هـ من إرشاد الفحول باختصار هذا المقال في رجاله.

  وأما المعنى فباطل؛ لأنه قد اقتدى قاتل عمار | بمعاوية وعمرو بن العاص ومن معهما من الصحابة فيلزم أن يكون هادياً مهدياً أو محكوماً عليه بالنار ومخطئاً باغياً غوياً، وفيه أيضاً رد لما تواتر نقله عن النبي ÷ أن قاتل عمار في النار عرف ذلك وليه وقاتله، بل يلزم في قتلة عثمان لأنهم اقتدوا في ذلك بمن حرض عليه من الصحابة، كعائشة وطلحة والزبير.

  وأما قوله: «خيركم القرن الذي أنا فيه ...» الخبر، فقد ساوى فيه بين الصحابة