مسائل ينبغي معرفتها
  تقدم(١) من أقوال أمير المؤمنين # في وصفه للأئمة بأنهم لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه، وقال الهادي إلى الحق في كتاب القياس(٢): فإن قال قائل: فكيف لا تقع الفرقة ولا تقع بين أولئك $ خلفه؟ قيل: لأنهم أخذوا من الكتاب والسنة ولم يحتاجوا إلى إحداث رأي ولا بدعة. وقول ابنه المرتضى في جواب مسائل الطبريين وقلت: هل يجوز للأئمة الاختلاف في الديانة كما جاز للأنبياء الإختلاف في الشريعة:
  واعلم أعانك الله أن الأئمة متبعة لا مبتدعة محتذية لا مخترعة من نفوسها ولا مقتحمة بذلك على خالقها والأنبياء À إنما اختلفوا في الشريعة لأمر الله سبحانه لهم بذلك. وقول القاسم بن علي # في رسالته إلى أهل طبرستان: المفرق بين العترة الهادين كالمفرق بين النبيين. وقول ابنه الحسين بن القاسم # في كتاب (تثبيت إمامة أبيه): فكيف إلا أنه قد قال بإجماعهم - لو انتفعوا بعقولهم وأسماعهم:
  (٣٣٧) «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». ولا يخلو قوله ÷: لن يفترقا من أن يكون حقاً أو باطلاً فنعوذ بالله من تكذيب الرسول ومكابرة حجج العقول، وقول الإمام المنصور بالله # في (الشافي)(٣): ألم تعلم أن المفرق بين العترة الهادين كالمفرق بين النبيين، وقوله: فكيف تخالف الذرية أباها، وقد شهد
(١) أي في الفصل الثالث من الموضوع الثاني الخاص بمناقب الإمامة من مجموع السيد حميدان، الذي احتج المؤلف بالفصل الخامس من ذلك الموضع، والفصل الثالث هو في صفة الإمام الذي يجب طاعته.
(٢) المجموعة الفاخرة ص (٥٧٤) وص (١٢٩).
(٣) الشافي للإمام المنصور عبد الله بن حمزة (١/ ٣٩).