الثمار المجتناه في فضل العلم والعلماء والهداة،

أحمد بن قاسم الشمط (المتوفى: 1373 هـ)

مسائل ينبغي معرفتها

صفحة 184 - الجزء 1

  وقال # في وصية لابنه الحسن #: (دع القول فيما لا تعرف، والخطاب في ما لا تُكلَّف، وامسك عن الطريق إذا خفت الضلال، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال)⁣(⁣١).

  وقال #: ثم أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم وآرائهم مثل الذي التبس عليهم ... إلى أن قال: وأعلم يا بني أن أحب ما أنت آخذ به من وصيتي تقوى الله تعالى والاقتصار على ما فرضه الله، والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك، والصالحون من أهل بيتك، فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم ذلك إلى الأخذ بما عرفوا والامساك عما لم يكلفوا.

  وقال # فيها: (ولا تقل ما لا تعلم، وإن قلّ ما تعلم)⁣(⁣٢).

  وروى محمد بن الهادي عن الباقر # أن رجلاً سأله فقال: دلني على أمر إذا عملت به نجوت عند الله، وإذا سُئلت غداً قلت أنت هديتنيه. قال: إعمل بما أجمع عليه المختلفون، وكذلك في مصباح الشريعة⁣(⁣٣) عن ولده جعفر الصادق # وكذلك سائر القدماء $ منهم ومن وافقهم من المتأخرين $ لأنهم يقولون بتحريم الأخذ بالأخف بعد قولهم بوجوب اتباع جماعة العترة $ جملة كما تقدم مفصلاً، وقال: المنصور بالله # تتبع الرخص زندقة، وقال في (الفصول)⁣(⁣٤): والأحوط الأخذ بما أجمع عليه وتحريم الأخذ بالأخف اتباعاً للهوى إجماعاً فهذا حكم الاتباع وتحقيقه حسب الإمكان والمقصود رضا الله تعالى والحق أحق أن يتبع، وماذا بعد


(١) نهج البلاغة ص (٤٧٥).

(٢) نفسه ص (٤٧٧ وما بعدها). وينظر أمالي أبي طالب ص (٨٠ - ٨٢).

(٣) هو كتاب مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة منسوب للإمام الصادق، وهو مطبوع مع جامع الأخبار.

(٤) الفصول اللؤلؤية للعلامة إبراهيم بن محمد الوزير (ط).