مسائل ينبغي معرفتها
  (٣٤١) «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»(١) وهذا أمر بالترك لما يريب والمجاوزة إلى ما لا يريب والمختلف فيه مريب {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا ...} الآية [آل عمران: ١٠٥] وغيرها كما تقدم، وغير المختلف غير مريب لقوله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}[الشورى: ١٣] وعنه ÷ ما لفظه أو معناه:
  (٣٤٢) «... أمر استبان رشده فاتبعوه وأمر استبان غيه فاجتنبوه، وأمر اشتبه عليكم فكلوه إلى الله ø».
  وروي عن النعمان بن بشير أنه قال: سمعت رسول الله ÷ يقول:
  (٣٤٣) «الحلال بيَّن والحرام بينَّ، وبين ذلك أمور مشتبهات - وسأضرب لكم مثلاً - إن لله حمى، وأن حمى الله حرام، وأن من يرعى حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى»(٢).
  (٣٤٤) وعنه ÷ أنه قال: «من دار حول الحمى يوشك أن يقع فيه» إلى غير ذلك مما يؤدي [إلى] هذا المعنى كثير وعن علي - عليه الصلاة والسلام -: أيها الناس من سلك الطريق الواضح ورد الماء ومن خالف وقع في التيه(٣).
= (١٠/ ١٠٨٢٤)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ١٢٥)، وأحمد (٤/ ٢٧٠).
(١) أخرجه أحمد في مسنده (١/ ٢٠٠)، (٣/ ١١٢، ١٥٣)، والترمذي (٢٥١٨)، وابن حبان صححه، وأخرج المتقي الهندي في منتخبه (١/ ٣١٠) ثلاثه روايات، والطبراني في الكبير (٣/ ٢٧٠٨، ٢٧١١) (٢٢/ ١٩٣، ١٩٧، ٣٩٩)، وأبو نعيم (٨/ ٢٦٤)، والحاكم (٢/ ١٣)، وعبد الرزاق (رقم ٤٩٨٤)، والطيالسي (رقم ١١٧٨)، وابن حبان (٢/ ٧٢٢).
(٢) الحديث هنا مروي بمعناه، ولفظ الحديث كما في صحيح مسلم وغيره: «إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يوقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله في الأرض محارمه».
(٣) نهج البلاغة خطبة (٢٠١).