الثمار المجتناه في فضل العلم والعلماء والهداة،

أحمد بن قاسم الشمط (المتوفى: 1373 هـ)

[خاتمة]

صفحة 190 - الجزء 1

  الآخرة، وتزورها بالنهار ولا تزورها بالليل واغسل الموتى فإن في معالجة جسد خاوٍ عظة، وشيّع الجنائز فإن ذلك يحرق قلبك ويحزنه، واعلم أن أهل الحزن في أمر الله جل ذكره في علو من الله، وجالس أهل البلاء والمساكين، وكُل معهم ومع خادمك لعلّ الله تبارك وتعالى يرفعك يوم القيامة، والبس الخشن والشقيق - من الثياب - تذللاً لله تبارك وتعالى وتواضعاً لعل الفخر والعز لا يجدان في قلبك مساغاً، وتزيّن أحياناً في عبادة الله بزينة حسنة تعطفاً وتكرماً وتجملا فإن ذلك لا يضرك - إن شاء الله - وعسى إن تحدث لله شكراً».

  وبإسناده إلى أنس بن مالك عن النبي ÷ أنه قال لأصحابه:

  (٣٥٠) «يا معشر المهاجرين ويا معشر الأنصار لا تدعوا ولا تنسوا أمواتكم في قبورهم فإن موتاكم يرجون فضلكم وأن موتاكم لا يقدرون على أن يأتوا مجلساً وموتاكم محبوسون في عساكر الموتى وموتاكم يرغبون في أعمال البر وموتاكم يندمون على سيئاتهم، ولا تنفع ندامتهم، أصحابي لو تعلمون أي شيء تصيبون في عذاب القبر لما فرحتم ولما جمعتم ولما لبستم ولما برحتم مجلساً، أصحابي لو أنكم تعلمون مثل ما أعلم لم تنبت على أجسادكم اللحوم وأنتم تقولون يا رب اغفر لموتانا فكيف لا تقدمون من أموالكم شيئاً لموتاكم فرجوا عن أمواتكم في ظلمة القبر بحسنة من حسناتكم فإن حق موتاكم عليكم أكثر مما تظنون» فبكى أصحاب رسول الله ÷ فقال النبي ÷: ابكوا فإن البكاء هاهنا ينفعكم وبكاء أهل النار في النار لا ينفعهم هيهات هيهات إن لله دارين الجنة والنار، فشتان ما بين الدارين وبين المنزلين فريق في جوار الله في جنة الخلد وهم فيها خالدون وفريق في النار ثم قرأ: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ