[الآداب المتعلقة بالمدرس (الشيخ)]
  الفائدة أو لأجل فَقْرِه، ولأجل خموله، بل يتلقى الفقير والغني والشريف والوضيع على السواء.
  ومنها: التسوية بين التلامذة في النظرة، واللحظة وإجابة السؤال، لئلا يوغر صدورهم بالإقبال على بعض دون بعض.
  ومنها: أن يحسن تأديبهم بضرب الأمثال، وحكايات الصالحين، ويوضح لهم الأمثلة بحسب طاقته ويصافيهم ويودهم ويمازحهم عند أن يسأموا لطول القراءة أو لدقة المسائل ونحو ذلك.
  ومنها: أن يبذل لهم النصح في كيفية ترتيب القراءة، وما الذي يبتدئ به المبتدئ وكيف الترقي في ذلك.
  والذي رأيناه في ترتيب الدرس أن نقول لا يخلف(١) طالب العلم، إما أن يطلبه في حال الكبر أو في حال الصغر وأيام الشباب.
  إن طلب في وقت قد أيس عن إدراك الفائدة الكثيرة فالأولى له الاشتغال بمعرفة ما يجب عليه من العبادات بشروطها وفروضها، وما يحرم عليه من الأفعال الظاهرة والباطنة(٢) كالعجب والكبر والرياء ونحو ذلك، فإن المهلكات كثيرة، وما يجب عليه من مسائل أصول الدين(٣) وغير ذلك.
(١) أي لا يعكس بأن يقرأ الدرس أو الكتاب الصعب قبل أن يقرأ الدرس أو الكتاب الأسهل الذي يتيسر له فهمه.
(٢) الأفعال الظاهرة هي تلك الأفعال التي تظهر في ماهيتها في قول وفعل الإنسان كالصلاة والصوم ونحو ذلك.
أما الأفعال الباطنة: فهي الأفعال التي لا تظهر ماهيتها من قول أو فعل على الإنسان لترى أو تسمع من قبل آخرين كالرياء والعجب والكبر ونحو ذلك.
(٣) مسائل أصول الدين: هي تلك الأقوال والأراء الواردة نقلياً وعقلياً في الإعتقادات الإلهية والأشياء الغيبية، وتسمى إعتقادات كون الإنسان اعتقد وآمن بها، وتشمل: العدل والتوحيد والوعد والوعيد وغيره، وقد سميت بأصول الدين لأن كل إعتقاد منها كان أصلاً وركناً للدين ولإقامته.