الأولى: الرياء
  ويتمها إذا كان بين الناس وهذا أيضاً كالأول.
  الثالث: أن يفعل الطاعات في الملأ والخلاء على السواء، ولكنه يحدث بها.
  الرابع: أن يفعلها ظاهراً وباطناً ولا يحدث بها، ولكنه يريد أن يطلع عليه فيمدح.
  الخامس: أن يفعلها كاملة ويريد أن يمدح عليها.
  فهذه الأقسام يجب اجتنابها لقبحها، والدليل على القبح الكتاب والسنة.
  أما الكتاب فقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}[الكهف: ١١٠] وقال تعالى في صفة المنافقين: {يُرَاءُونَ النَّاسَ}[النساء: ١٤٢].
  وأما السنة فقوله ÷:
  (٨٢) «إن الملائكة ليرفعون عمل العبد من عباد الله جل وتعالى فيكثرونه ويزكونه حتى ينتهوا به إلى ما شاء الله من سلطانه، فيوحي الله جل ثناءه إليهم: إنكم حفظة على عمل عبدي، وأنا رقيب على ما في نفسه، إن عبدي هذا لم يخلص عمله لي اجعلوه في سِجِّيل، وأن الملائكة يرفعون عمل العبد من عباد الله فيحقرونه ويستقلونه حتى ينتهوا به إلى ما شاء الله جل وعز من سلطان فيوحي إليهم إنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه إن عبدي هذا أخلص عمله لي ضاعفوه له واجعلوه في عِليِّين»(١).
(١) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٤٥٢)، والقرشي في شمس الأخبار ص (١٣٧)، وفي مسند شمس الأخبار (١/ ٣٧٩ - ٣٨٠)، ومحمد بن منصور في كتاب الذكر ص (١٣٣ - ١٣٤) حديث (١١٤)، والمتقى الهندي في منتخبه (١/ ٣٣٢) ..