الثمار المجتناه في فضل العلم والعلماء والهداة،

أحمد بن قاسم الشمط (المتوفى: 1373 هـ)

الثالثة: الحسد

صفحة 77 - الجزء 1

  (٩٦) استغنى بعقله زل)⁣(⁣١).

  قلت: وسبب ذلك أن ثمة شرعيات لا مساغ للعقل في معرفتها.

الثالثة: الحسد⁣(⁣٢):

  فهو من المحبطات للأعمال الصالحة، وهو نتيجة البخل لأن الحاسد يرى نعمة الله على عباده من علم أو شرف أو جاه، أو محبة في قلوب الناس، أو عبادة أو غِنى، أو غير ذلك من النعم فيحب زوالها عن صاحبها مع كونها لا تضره ولا تنقصه عن درجته شيئاً، فلا يزال في تعب وعناء من حِسْده، وهو المعذب الذي لا يُرحم، ولم يعلم بأن حسده إساءة على الباري تعالى حيث لم يرض بما فعل، وما أحسن قول من قال شعراً:

  ألآ قل لمن كان لي حاسداً ... أتدري على من أسأت الأدب

  أسأت على الله في ملكه ... إذا أنت لم ترض لي ما وهب

  وقد قال ÷:

  (٩٦) «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»⁣(⁣٣).


= سلام به، وصاحب المجمع (١٠/ ٢٦٩)، والمتقي الهندي في المنتخب (١/ ٣٤٥)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق، والحاكم في تاريخه، وأبو نعيم عن أنس والديلمي عن أبي سعيد بلفظ: «لو لم تكونوا تذنبوا»، والقرشي في شمس الأخبار ص (٢٨٩)، والشهاب (رقم ١٤٤٧)، وأبو الحسن القزويني في الأمالي (١٢/ ١)، والمنذري (٥/ ١٩١)، وفتح الوهاب (٢/ ٢٣).

(١) من كلام أمير المؤمنين علي #، وآخر هذه الحكمة: (ومن تكبر على الناس ذلَّ). انظر: سجع الحمام في حكم الإمام ص (٣٨٩) حكمة (١٥١٧).

(٢) الحسد: تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد. ينظر: تصفية القلوب ص (١٦٤ - ١٧٥).

(٣) أخرجه أبو داود في سننه (ح/٤٩٠٣)، عن أبي هريرة، وابن ماجة (ح/٤٢١٠)، وابن عدي في الكامل ترجمة عيسى الحناط (٥/ ١٨٨٧)، والهندي في منتخبه (١/ ٣٢٧) بلفظ أوله: «إياكم والحسد فإن الحسد ... الخ». ما هنا، والسيوطي في الصغير (ح/٢٩٠٨) وقال: حديث ضعيف، وأخرجه بلفظه (ح/٣٨١٧) «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ ... الخ»، وأخرجه باللفظ الأخير ابن ماجه (٤٢١٠)، وقال السيوطي: حديث حسن، كما =