الثمار المجتناه في فضل العلم والعلماء والهداة،

أحمد بن قاسم الشمط (المتوفى: 1373 هـ)

الرابعة: الكبر:

صفحة 78 - الجزء 1

  (٩٧) وقال ÷: «قد دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين»⁣(⁣١).

  (٩٨) وعنه ÷: «أنه قيل له: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: رجل مخموم القلب صدوق اللسان. فقالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد ولا غل»⁣(⁣٢).

  وقال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}⁣[النساء: ٥٤] فهذه الخصلة يجب اجتنابها وتطهير النفس عن التلبس بها، فإنها عند التحقيق لا فائدة فيها إلا تعب النفس وعناء البدن، في إزالة نعم الله المسداة إلى الغير، وليست بزائلة بسبب إرادة الحاسد وربما عوجل الحاسد بالعقوبة، فيكون قد خسر الدنيا والآخرة، {ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}⁣[الحج: ١١]، أعاذنا الله من هذه المصيبة المهلكة في الدين والدنيا، بحوله وقوته.

الرابعة: الكبر:

  فهي من الخصال الرديئة المحبطة للأعمال⁣(⁣٣) قال النبي ÷:


= أخرجه القرشي في شمس الأخبار ص (١٧٣)، وعزاه لأمالي السمان، وأخرجه أيضاً أبو يعلى عن أنس، وأخرجه أبو الشيخ في التنبيه والتوبيخ (ح/٦١، ٦٢) بسند ضعيف، وصححه الأبياتي في ... الجامع (٢١٩٦)، والشهاب تحت رقم (١٠٤٨، ١٠٤٩) وقال محققه: ورواه البيهقي في الأدب ص (٢٩)، والخطيب في التأريخ (٢/ ٢٢٧).

(١) أخرجه أبو داود الطيالسي، وأحمد في مسنده (١/ ١٦٧٢١٦٥)، والترمذي (ح ٢٥١٠)، والضياء المقدسي عن الزبير، والهندي في منتخبه (١/ ٣٢٧) بلفظ: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء»، كما أخرجه عبد بن حميد، والبيهقي في الشعب، والقرشي في شمس الأخبار ص (١٧٣)، وابن عبدي في الكامل (٤/ ١٥١٥)، والديلمي في الفردوس (ح/٣٠٧١)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم، وأبو الشيخ في التنبيه (ح/٦٥)، وابن أبي الدنيا وابن قانع والشاسي.

(٢) أخرجه ابن ماجة، والبيهقي، وصحح إسناده المنذري كما أخرجه القرشي في شمس الأخبار في موضعين ص (١٤٤)، ص (١٧٣).

(٣) ينظر: تصفية القلوب ص (١٨٧ - ٢١٦).