كتاب شرح اللمع في النحو،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب الفاعل

صفحة 133 - الجزء 1

  ٨٠ - إنّ امرءا غرّه منكنّ واحدة ... بعدي، وبعدك في الدنيا، لمغرور⁣(⁣١)

  ف (امرءا): اسم (إنّ) وقوله: غره، جملة في موضع النصب، صفة للنكرة، على تقدير: غره واحدة كائنة منكن، فلما تقدم على الموصوف، انتصب [٣٧ / ب] على الحال. [ومنه]:

  ٨١ - لميّة، موحشا، طلل قديم ... ... (⁣٢)

  [وكذلك]:

  ٨٢ - ... ... وفي الأرض، مبثوثا، شجاع وعقرب⁣(⁣٣)

  لأن الصفة لا تتقدم على الموصوف. والحال تتقدم على صاحبها. وقوله: بعدي، وبعدك، من صلة (غره).

  وقوله: لمغرور: خبر (إنّ).

  [قال أبو الفتح]: ولك في كل جماعة: تذكير الفعل، وتأنيثه. تقول: قامت الرجال، وقام الرجال. هذا لفظ عام، أعني قوله: في كل جماعة. والمراد به: الخاص. ألا ترى أنه لا يجوز: قامت الزيدون، فإنما هذا في جمع التكسير، دون السلامة، لأن جمع السلامة، عاد فيه لفظ الواحد سالما.

  وكما لا يجوز: قامت زيد، لم يجز: قامت الزيدون. وإذا كان كذلك، فقول من قال: إن قوله: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ}⁣(⁣٤) فيمن قرأ بالتاء⁣(⁣٥)، أن التاء محمول على تأنيث (الذين)، لأن {الَّذِينَ كَفَرُوا} جمع. و {الَّذِينَ كَفَرُوا}: هم الفاعلون، لم يجز، لأن (الذين)، وإن كان مبنيا، فقد جاء فيه: (اللذون)، فلا يحمله على تأنيث الجمع. ولكن يحمل الآية على أن يكون


(١) البيت من البسيط، بلا نسبة في: معاني القرآن - للفراء ٢: ٣٠٨ والخصائص ٤١٤، والإنصاف ١: ١٧٤، وشرح شذور الذهب ١٧٤، وشفاء العليل ١: ٤١٤.

(٢) البيت من الوافر، لكثير عزة، وعجزه:

... عفاه كل أسحم مستديم

وأشهر رواياته:

لمية، موحشا، طلل ... يلوح كأنه خلل

وهو في: ديوانه ٥٠٦، ٥٣٦، والكتاب ٢: ١٢٣، وابن يعيش ٢: ٦٤، والخزانة ٣: ٢١١، ٦: ٤٣، واللسان (وحش) ٦: ٣٦٨.

وبلا نسبة في الخصائص ٢: ٤٩٢، وشرح شذور الذهب ٢٥٣، وقطر الندى ٢٣٦، والمغني ١: ٨٥، ٢: ٤٣٦، ٦٥٩، وأوضح المسالك ٣٢٣.

(٣) البيت من الطويل، لبعض بني فقعس، وصدره:

وهلا أعدوني لمثلي تفاقدوا ...

ورد ضمن أبيات خمسة، رواها أبو تمام في حماسته ١: ٧٠، وفيها: مبثوث، بدل: مبثوثا، وعلى هذا فلا شاهد فيه، وورد في الخزانة ٣: ٣٠، ٢٠٩، في تينك الروايتين.

(٤) ٣: سورة آل عمران ١٧٨.

(٥) هما: حمزة، والمطوعي. معاني القرآن وإعرابه - للزجاج ١: ٥٠٧، وإعراب القرآن - للنحاس ١: ٣٧٩، وإتحاف الفضلاء ١٨٢.