كتاب شرح اللمع في النحو،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب الوصف

صفحة 246 - الجزء 1

  ٢٤٢ - لم يمنع الشرب منها، غير أن نطقت ... حمامة في غصون ذات أو قال⁣(⁣١)

  فبنى (غير) على الفتح، وهو: فاعل، لأنه مضاف إلى (أن). فاكتسى منه البناء. وهذا كله إنما يكون في الأسماء المبهمة الشائعة: ك (مثل) و (غير) و (يوم). فأما نحو: رجل، وفرس، وزيد، فلا يكون فيه ذلك، لأنه، لما شارك المضاف إليه في الإبهام، أخذ منه حظه.

  [وأما التأنيث]: فإن المضاف قد يكتسي من المضاف إليه، التأنيث. وذلك، إذا صلح أن يقع المضاف إليه، على المضاف في المعنى. مثل ما جاء عن الحسن: {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ}⁣(⁣٢).

  فأنث (تلتقطه) لأن (بعضا) من السيارة. والسيارة تقع عليه. وقيل في قوله: {لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}⁣(⁣٣). إن (لونها) مبتدأ. و (تسر) خبره. وجاء: تسر، بالتاء، لأن (لونها) مضاف إليه.

  [قال الشاعر]:

  ٢٤٣ - إذا بعض السنين تعرّقتني ... كفى الأيتام، فقد أبي اليتيم⁣(⁣٤)

  فقال: تعرقتني. فعلى هذا، لا يجوز: قامت غلام امرأة، بتأنيث (قامت) لأن اسم المرأة، لا يقع على الغلام. [٩٦ / أ]

  [وأما النفي]: فكقولهم: ما أخذت باب دار أحد: نفي: وهو استغراق الجنس. فكذا ما أضيف إليه.

معرفة ما يتبع الاسم في الإعراب

  وهو على خمسة أضرب: أولها

باب الوصف

  [قال أبو الفتح]: اعلم أن الوصف: لفظ يتبع الاسم الموصوف تحلية له. وتخصيصا، ممن له مثل اسمه، بذكر معنى في الموصوف، أو في شيء من سببه.

  [قلت]: الصفة على ثلاثة أضرب: صفة تذكر للتخصيص، مثل قولك: جاءني رجل ظريف.

  وقولك: رجل من بني تميم قائم. ف (رجل) نكرة غير مخصوص. فلما أردت تخصيصه، جئت بالصفة، ليتميز من رجل غير ظريف، ومن رجل من غير بني تميم.

  [الضرب الثاني]: صفة تذكر للتحلية، والبيان، كقولك: جاءني زيد الظريف.

  [الضرب الثالث]: صفة تذكر على سبيل المدح، والثناء، أو على سبيل الذم.

  قال الله عز، وجل: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. فقوله: الرحمن الرحيم: صفتان جاريتان على


(١) البيت من البسيط، لأبي قيس بن الأسلت، في الخزانة ٣: ٤٠٨. وبلا نسبة في: الكتاب ٢: ٣٢٩، والتحصيل ٣٦٠، ومعاني القرآن - للفراء ١: ٣٨٣، والإنصاف ١: ٢٨٧، والمغني ١: ١٥٩، وهمع الهوامع ٣: ٢٣٣.

(٢) ١٢: سورة يوسف ١٠. وهي قراءة مجاهد، وأبي رجاء، وقتادة. إعراب القرآن - للنحاس ٢: ١٢٦.

(٣) ٢: سورة البقرة ٦٩.

(٤) سبق ذكره رقم (٤٨).