كتاب شرح اللمع في النحو،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب النكرة والمعرفة

صفحة 280 - الجزء 1

  ويا كرز بن زيد، ويا كرز بن أبي محمد. فهذه تسع مسائل تجري على نمط واحد، جعل فيه الصفة، والموصوف كالشيء الواحد، وترك التنوين، في اللفظ، فلما ترك التنوين في اللفظ، تركت الألف في الخط، دليلا على هذا المعنى. وفتح الحرف في النداء. فهذه ثلاثة أحكام يجري كل واحد منهن، مع صاحبيه. وإن ضممت الحرف في النداء، وجب عليك كتب الألف، إذا قلت: يا زيد ابن عمرو. وكذلك، إذا قلت: يا زيد ابن أبي عمرو. وإن ضممت الدال، كتبت الألف، فكما أن الوجه ترك الألف، فكذا فتح الدال، هو الوجه في قوله: يا زيد ابن عمرو. [قال الشاعر]:

  ٢٩٠ - يا حكم بن المنذر بن الجارود ... سرادق العزّ عليك ممدود⁣(⁣١)

  بفتح الميم. [وقال الآخر]:

  ٢٩١ - يا عمر بن معمر، لا منتظر⁣(⁣٢)

  بفتح الراء. ومن قال: إن الوجه ضم الميم، من (حكم) وضم الراء، [١١٤ / أ] من (عمر) لم يعرف غرض سيبويه. فإنما هذه أحكام يجري بعضها مع بعض.

  ومن قال: هذه هند، فصرف، لم ينون، إذا قال: هذه هند بنت عمرو، لكثرة الاستعمال.

  وكذلك، إذا قلت: هذا زيد بنيّ عمرو، لم تحذف التنوين، لأن الاستعمال لم يكثر بالتصغير. فإذا جعلت الابن خبرا، دون الوصف، أتيت بالتنوين، كقولك: زيد ابن عمرو. وكذلك، إذا أضفت الابن إلى غير العلم، والكنية، واللقب، قلت: زيد ابن أخينا، فتثبت التنوين، والألف. وأما قوله تعالى: {وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ}⁣(⁣٣)، فمن نوّن جعل (ابنا) خبرا. ومن لم ينون⁣(⁣٤) جعله وصفا، وأضمر الخبر. أي: عزير ابن الله، معبودهم. أو جعل (ابنا) خبرا، فحذف التنوين لالتقاء الساكنين، كما جاء: {أَحَدٌ ١ اللهُ الصَّمَدُ} (٢)⁣(⁣٥)، فحذفت التنوين⁣(⁣٦)، لالتقاء الساكنين. أو جعل


(١) من الرجز، لرؤبة، وقبله: من شاهد الأمصار من حيي مضر وهو في ديوانه ١٧٢، ولرجل من بني الحرماز، في: الكتاب ٢: ٢٠٣، والتحصيل ٣٠٩.

وبلا نسبة في: المقتضب ٤: ٢٣٢، وابن يعيش ٢: ٥.

(٢) من الرجز، للعجاج، في: ديوانه ٤٧، والكتاب ٢: ٢٠٤، والتحصيل ٣١٠.

(٣) ٩: سورة التوبة ٣٠.

(٤) من قرأ بالتنوين، هم: عاصم، وحمزة، والكسائي، وعبد الوارث عن أبي عمرو، ويعقوب، وسهل. ومن لم ينون: نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو، وخلف، وروي عن حمزة. تفسير الطبري ١٠: ١١٢، والحجة - لأبن خالويه ١٧٤، وحجة القراءات ٣١٧، والكشف - للقيسي ١: ٥٠١، والتيسير ١١٨، وتفسير التبيان ٥: ٢٠٤، ومجمع البيان ٥: ٢٢، وتفسير الرازي ١٦: ٣٦، والتبيان - للعكبري ٢: ١٣، والبحر المحيط ٥: ٣١، والنشر ٢: ٢٧٩.

(٥) ١١٢: سورة الإخلاص ١، ٢.

(٦) وهي قراءة: أبي عمرو، وأبن سيرين، والحسن، ونصر بن عاصم، وعبد الله بن أبي إسحاق، وأبان بن عثمان، وزيد بن علي، وأبي السمال، ويونس، ومحبوب، والأصمعي، واللؤلؤي، وعبيد، وهارون. معاني القرآن - للفراء ٣: ٣٠٠، وتفسير الطبري ٣٠: ٢٢٢، والسبعة ٧٠١، وتفسير التبيان ١٠: ٤٢٩، =