كتاب شرح اللمع في النحو،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب الشرط وجوابه

صفحة 306 - الجزء 1

  ٣٠٩ - متى تأته، تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار، عندها خير موقد⁣(⁣١)

  ألا ترى: أنه جزم: تجد، وتأته، ب (متى).

  وأما (أينما) و (أيّ حين) فبمنزلة (أين) و (أيّ) فيما تقدم.

  وأما (أنّى) فيكون بمعنى (أين) ويكون بمعنى (كيف). ويكون [١٢٧ / ب] للشرط، والجزاء. [فمعنى أين]، كقوله تعالى: {أَنَّى لَكِ هذا}⁣(⁣٢): أي: من أين لك هذا؟. [ومعنى كيف]، قوله: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}⁣(⁣٣) أي: كيف شئتم.

  وأما الشرط فلا أعلمه في التنزيل، ولكن في الشعر، [قال الشاعر]،

  ٣١٠ - فأصبحت أنّى تأتها، تلتبس بها ... كلا مركبيها، تحت رجلك شاجر⁣(⁣٤)

  وأما (حيثما) فإن (حيث) إذا ضمت إليها (ما) فيكون للشرط، والجزاء. وقبل دخول (ما) لا يكون كذلك؛ لأنه يكون مضافا إلى الجمل، كقوله تعالى: {إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ}⁣(⁣٥). وتقول في الكلام: أجلس حيث زيد جالس. ف (حيث) أبدا، يضاف إلى الجملة، ولا يضاف إلى المفرد، فقول القائل: من حيث (كونه) بالجر، خطأ. إنما الوجه: من حيث (كونه) كذا. فإذا جاءت (ما) سهّلت وقوع الشرط، والجزاء بعدها. وكذا حكم (إذ) قبل دخول ما يضاف إلى الجملة، كقولك: أتذكر إذ الخليفة منصور؟. فإذا جاءت (ما) جزمت.

  [قال الشاعر]:

  ٣١١ - إذ ما أتيت على الرّسول؛ فقل له ... ... (⁣٦)

  فدخول الفاء، يدل أن (إذ ما) شرط.

  [قال أبو الفتح]: والشرط، وجوابه مجزومان، لا خلاف بين النحاة في أنّ الشرط منجزم ب (إن). وإنما الخلاف في الجزاء إذا ترتّب على الشرط وكان فعلا مضارعا، نحو: إن تذهب


(١) البيت من الطويل، للحطيئة، في: ديوانه ٥١، والكتاب ٣: ٨٦، والتحصيل: ٤١٤، والخزانة ٣: ٧٤، ٥: ٢١٠، ٧: ١٥٦، ٩: ٩٢، ٩٣، ٩٤.

وبلا نسبة في: المقتضب ٢: ٦٥، وابن يعيش ٢: ٦٦، ٤: ١٤٨. وابن عقيل ٢: ٣٦٥.

(٢) ٣: سورة آل عمران ٣٧.

(٣) ٢: سورة البقرة ٢٢٣.

(٤) البيت من الطويل، للبيد، في: ديوانه ٥٨، والكتاب ٣: ٥٨، والتحصيل ٤٠١، وابن يعيش ٤: ١١٠، والخزانة ٧: ٩١، ٩٣، ١٠: ٤٥، ٤٦.

وبلا نسبة في: المقتضب ٢: ٤٨.

(٥) ٧: سورة الأعراف ٢٧.

(٦) البيت من الكامل، للعباس بن مرداس، وعجزه:

... حقا عليك إذا اطمأن المجلس

وهو في: ديوانه ٧٢، والكتاب ٣: ٥٧، والتحصيل ٤٠٠، وابن يعيش ٤: ٩٧، ٧: ٤٦، والخزانة ٩: ٢٩، ٣٠.

وبلا نسبة في المقتضب ٢: ٤٧، والخصائص ١: ١٣١.