باب الشرط وجوابه
  ٣٠٩ - متى تأته، تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار، عندها خير موقد(١)
  ألا ترى: أنه جزم: تجد، وتأته، ب (متى).
  وأما (أينما) و (أيّ حين) فبمنزلة (أين) و (أيّ) فيما تقدم.
  وأما (أنّى) فيكون بمعنى (أين) ويكون بمعنى (كيف). ويكون [١٢٧ / ب] للشرط، والجزاء. [فمعنى أين]، كقوله تعالى: {أَنَّى لَكِ هذا}(٢): أي: من أين لك هذا؟. [ومعنى كيف]، قوله: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}(٣) أي: كيف شئتم.
  وأما الشرط فلا أعلمه في التنزيل، ولكن في الشعر، [قال الشاعر]،
  ٣١٠ - فأصبحت أنّى تأتها، تلتبس بها ... كلا مركبيها، تحت رجلك شاجر(٤)
  وأما (حيثما) فإن (حيث) إذا ضمت إليها (ما) فيكون للشرط، والجزاء. وقبل دخول (ما) لا يكون كذلك؛ لأنه يكون مضافا إلى الجمل، كقوله تعالى: {إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ}(٥). وتقول في الكلام: أجلس حيث زيد جالس. ف (حيث) أبدا، يضاف إلى الجملة، ولا يضاف إلى المفرد، فقول القائل: من حيث (كونه) بالجر، خطأ. إنما الوجه: من حيث (كونه) كذا. فإذا جاءت (ما) سهّلت وقوع الشرط، والجزاء بعدها. وكذا حكم (إذ) قبل دخول ما يضاف إلى الجملة، كقولك: أتذكر إذ الخليفة منصور؟. فإذا جاءت (ما) جزمت.
  [قال الشاعر]:
  ٣١١ - إذ ما أتيت على الرّسول؛ فقل له ... ... (٦)
  فدخول الفاء، يدل أن (إذ ما) شرط.
  [قال أبو الفتح]: والشرط، وجوابه مجزومان، لا خلاف بين النحاة في أنّ الشرط منجزم ب (إن). وإنما الخلاف في الجزاء إذا ترتّب على الشرط وكان فعلا مضارعا، نحو: إن تذهب
(١) البيت من الطويل، للحطيئة، في: ديوانه ٥١، والكتاب ٣: ٨٦، والتحصيل: ٤١٤، والخزانة ٣: ٧٤، ٥: ٢١٠، ٧: ١٥٦، ٩: ٩٢، ٩٣، ٩٤.
وبلا نسبة في: المقتضب ٢: ٦٥، وابن يعيش ٢: ٦٦، ٤: ١٤٨. وابن عقيل ٢: ٣٦٥.
(٢) ٣: سورة آل عمران ٣٧.
(٣) ٢: سورة البقرة ٢٢٣.
(٤) البيت من الطويل، للبيد، في: ديوانه ٥٨، والكتاب ٣: ٥٨، والتحصيل ٤٠١، وابن يعيش ٤: ١١٠، والخزانة ٧: ٩١، ٩٣، ١٠: ٤٥، ٤٦.
وبلا نسبة في: المقتضب ٢: ٤٨.
(٥) ٧: سورة الأعراف ٢٧.
(٦) البيت من الكامل، للعباس بن مرداس، وعجزه:
... حقا عليك إذا اطمأن المجلس
وهو في: ديوانه ٧٢، والكتاب ٣: ٥٧، والتحصيل ٤٠٠، وابن يعيش ٤: ٩٧، ٧: ٤٦، والخزانة ٩: ٢٩، ٣٠.
وبلا نسبة في المقتضب ٢: ٤٧، والخصائص ١: ١٣١.