باب العدد
  زادت على العشرين، نيفا، عاملته معاملتك إياه، وليس بنيف. فتقول: عندي خمسة وعشرون رجلا وخمس وعشرون امرأة. والنيف، إنما هو الخمسة، أو الستة، أو غير ذلك، التي على رأس العشرين، أو الثلاثين، أو غير ذلك. لأن عشرين عدد، وخمسة نيّف. وفيما قبل العشرين، ليس بنيف. فتقول: خمسة عشر، لأنهما اسم واحد، وضعا لعدد، فكذلك إلى تسعة وتسعين.
  فأما (المئة) فيستوي فيه القبيلان، لأنك تضيفهما إلى المفرد، فتجره. وإنما أضفت إلى المفرد؛ لأنه شبّه بالعشرة؛ لأن المئة عشرة العشرات. وإنما أفرد مميزه، لأنه شبه بالعشرين، في أن المئة عقد مستجدّ، كما أن العشرين عقد مستجد. فكذلك، إلى تسع مئة. فإذا صرت إلى الألف، فإنه يكون كالمئة.
  فأما إذا أردت تعريف شيء من العدد، فإنه لا يخلو: إما أن يكون مضافا، أو غير مضاف.
  فإن كان غير مضاف، لا يخلو: إما أن تعرف المعدود، أو أن تعرف العدد. ليس من الجائز أن تعرف المعدود، لأن المعدود، هو نصب على التمييز، وهو اسم نكرة، ويقع موقع الجمع. إذن، فإذا كان كذلك، وجب أن لا يجوز تعريفه، لأن ما يقع موقع الجمع، ويكون تمييزا، وجب أن يكون نكرة، ليكون عامة كالجمع. فإذا عرّفته، فقد أخرجته عن حيز العموم، إلى الخصوص.
  وهذا، مما لا سبيل إليه.
  بقي، هاهنا تعريف العدد، فأنت تعرّف العدد، فتقول: قبضت الأحد عشر درهما؛ لأن في تعريف العدد، تعريف المعدود. ولا يجوز أن تعرف [١٤٤ / ب] المعدود، فتقول: قبضت العشرين الدرهم، ولا الخمسة عشر الدينار. وقال أبو الحسن: يجوز أن تعرف المعدود، فتقول:
  قبضت الأحد عشر الدرهم.
  قال أبو علي: إن صحت، هذه الرواية، عن أبي الحسن، فوجهه، أن يقال: إن اللام التي في الدرهم، ليست للتعريف، وإنما هي زائدة. قال: وقد تدخل اللام الكلام، لا للتعريف، بل تدخل زيادة. الدليل عليه ما حكي
  أنهم قالوا: (الوليد بن مغيرة)، وغير ذلك من الأسماء. فإن (الوليد) إنما هو معرفة، لكونه علما، فلا احتياج بعد ذلك، إلى شيء آخر، يعرّفه. فدخول اللام، لم يكن لأجل التعريف، وإنما كان لأجل أن اللام، قد تزاد، في أول الأسماء، على ما بينا. فإن كان مضافا، فإنك تعرّف الاسم الآخر، وهو المضاف إليه. فتقول: قبضت خمس المئة التي تعرف. وما فعلت في سبعة الآلاف التي كانت لفلان. فأبدا، تعرف المضاف إليه، ولا تعرف المضاف؛ لأنه يؤدي إلى اجتماع الألف، واللام، مع الإضافة. وهذا مما لا وجه له. وكذلك إن تراخى الآخر، فإنك تعرّف الآخر، أيضا؛ لأنه يتعرف الأول بالآخر. فتقول: قبضت خمس مئة ألف الدرهم. فإن عرفت المضاف، فوجب أن لا تضيفه؛ بل تعرفه باللام، وتعرف الثاني، أيضا، باللام، وتجعل الثاني صفة له، فتقول: قبضت الخمسة الأثواب التي كانت لفلان عليك. وعلى هذا، قس. فإن في المسائل كثرة.
  وتقول: عندي ثلاث شياه ذكور. فتؤنث العدد، لأن الشياه، مؤنث في الأصل، وإلحاق