المبحث الخامس موقف جامع العلوم من النحويين السابقين
  ٣ - كان يتتبع آراءهم، مبطلا إياها، ناقضا لها في الأعم الأغلب.
  الخاتمة ونتائج البحث:
  إن السنتين اللتين عشتهما مع شرح اللمع لجامع العلوم، قارئا، وناسخا، ودارسا، ومحققا قد تكللتا بحمد الله، بإنجاز هذا السفر النفيس القيم من تراث أمتنا المجيد. والعمل الذي أقدمه اليوم بين أيدي الدارسين والباحثين، أستطيع أن أجمل نتائجه بما يأتي:
  ١ - أول النتائج هو إخراج الكتاب.
  ٢ - إن تحقيق هذا الشرح قد حماه من الضياع.
  ٣ - الكشف عن أثر جديد من آثار جامع العلوم النافعة.
  ٤ - أكدت من خلال الدراسة، ما ذهب إليه الدكتور محمد الدالي بأن كتاب «إعراب القرآن» المنسوب للزجاج؛ إنما هو كتاب «الجواهر» لجامع العلوم.
  ٥ - القطع بأن مذهبه في النحو هو مذهب البصريين.
  ٦ - اهتمامه بالقراءات القرآنية شواهد على ما يذهب إليه من أقوال، هو دليل على اعتباره إياها من مصادر اللغة، والدرس النحوي، واللهجات الفصيحة.
  ٧ - قلة استشهاده بالحديث الشريف دليل جريه على رأي من سبقه من النحويين.
  ٨ - يتسم شرحه بالشمول والسعة، فهو منهل ثر، ومرجع أصيل للعلماء والباحثين.
  ٩ - من خلال دراسة خمسة شروح من شروح اللمع، استطعت أن أبين مكانة شرح جامع العلوم من تلك الشروح.
  ١٠ - إن ما حشد في شرحه من آراء، وتعليلات، ونقول ومناقشات، ليعد مصدرا مهما توثق منه تلك المعارف في علوم العربية.
  ١١ - إعطاء إحصاء دقيق بأسماء الكتب التي ألفها يوفر فرصة للبحث عنها، والكشف عنها في مظانها.
  ١٢ - القطع بأن لقبه المتداول بين الناس، وعلماء عصره، هو (جامع العلوم)، وليس (الجامع النحوي) أو ما سواه، كما ذهب، أو قد يذهب إلى ذلك غيري.
  ١٣ - جامع العلوم أحد علماء القرن السادس الهجري، فبتحقيق كتابه، أكون قد نوهت بأحد أعلامه، وذكر بعض ميزاته.
  وانا إذ أشرفت على النهاية؛ فإني أبتهل إلى الله العلي القدير، أن يصلي على سيدنا، وحبيبنا، وشفيعنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين، وأن يجعل عملي هذا، خالصا لوجهه تعالى، وخدمة كتابه العظيم، الذي يسره لنا بلسان رسوله الكريم، وأن ينفعني به يوم الدين، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.