[مقدمة المؤلف]
  أضع كتابًا أذكر فيه ما يسمح الخاطر به في الوقت، ويستجيب الفكر إليه في الحال من علوم المعاملة والآفات وتوابعها على ضرب من الاختصار.
  حكي عن أبي القاسم الجنيد(١) ¦ أنه قال: الله حسيب من شغل عنا صاحبنا - يعني عليًا # - بالجمل وصفين، فلولا اشتغاله بهذه الحروب لأخرج لنا من هذه العلوم ما لا قِبَل لنا به(٢).
  اعلم: علمك الله الخير ونفعك به، أن أول منزلة من منازل(٣) المعاملة هي منزلة التوبة لمن أذنب ولمن لم يُذْنِب، وهي منزلة شريفة رفيعة لا يجوز مفارقتها من البداية إلى النهاية، وأنا - إن يسر الله تعالى - أذكر منها ما يحضرني مستعينًا بالله ø، ومتوكلاً عليه، وراغبًا إليه من أن يجعل ما أتيته من ذلك خالصًا لوجهه.
(١) الجنيد بن محمد بن الجنيد الخزار القواريري من كبار علماء الصوفية، كان كثير التعبد، ت ٢٩٧ هـ وقيل: غير ذلك. له مؤلفات منها: أمثال القرآن، المحبة، المقصد إلى الله تعالى. ينظر وفيات الأعيان ١/ ١١٧. وتأريخ بغداد ٧/ ٢٤١. والأعلام ٢/ ١٤١. ومعجم المؤلفين ١/ ٥٠٨.
(٢) ذكر في فرائد السمطين ج ١ ص ٣٨٠ أنه سئل عن محل علي بن أبي طالب # من هذا العلم - يعني التصوف - فقال: لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا تقوم له القلوب، ذاك أمير المؤمنين أعطي علم الدنيا.
(٣) في (ص) من علوم.