[ضرورة ذكر الموت وما بعد الموت]
  الله ÷: «مَنْ أكْيَسُ النَّاسِ؟». قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «أكثرُهم للموت ذكرًا، وأشدُّهم له استعدادًا»(١). وروي عن زيد بن علي عن أبيه عن جده، عن علي $، قال: قال رسول الله ÷: «أديموا ذكر هاذم(٢) اللذات»، قالوا: ما هو؟ قال: «الموت، فإنه من أكثر ذكر الموت سلا عن الشهوات، ومن سلا عن الشهوات هانت عليه المصيبات، ومن هانت عليه المصيبات سارع إلى الخيرات»(٣).
= الشياطين في جثمان إنس»، قال حذيفة: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك فاسمع وأطع» مسلم ٤/ ١٤٧٦. ففتح باب الجهاد، وكان قد بايعه من الفقهاء الذين أخذوا عنه أبو حنيفة وأعانه بمال كثير، وقد انطوى ديوانه على خمسة عشر ألف مقاتل من الكوفة، وخرج معه من القراء والفقهاء الكثير، واستشهد في ٢٥ محرم ١٢٢ هـ. ينظر التحف ٦٣، و الشافي ١/ ١٨٨. والمصابيح خ. والإمام زيد لمحمد أبي زهرة. والزيدية نظرية وتطبيق للسيد العلامة علي عبد الكريم شرف الدين.
(١) المجموع ص ٣٨٥. وأبو طالب ص ٤٣٢ واللفظ لهما. والطبراني في الكبير ١٢/ ٤١٧ رقم ١٣٥٣٦ والصغير ٦/ ٣٠٨ رقم ٦٤٨٨. وابن ماجه ٢/ ١٤٢٣ رقم ٤٢٥٩.
(٢) المشهور: بالدال، والسماع بالذال، فالسماع بالدال أشهر والذال أرجح، أي قاطع.
(٣) المجموع ٣٨٦، وأبو طالب ص ٤٣٢، و الطبراني في الأوسط ١/ ٢١٣، رقم ٦٩١ عن أنس ابن مالك، قال: مر النبي ÷ بقوم من الأنصار يضحكون، فقال: أكثروا من ذكر هاذم اللذات. وأيضا ٦/ ٥٦ رقم ٥٧٨١ عن ابن عمر: أكثر من ذكر هاذم اللذات - يعني الموت - فإنه ما كان من كثير إلا قلله، ولا قليل إلا جزأه، وزاد البزار ٢/ ٤٦٦ رقم ٢٢٢٧: أحسبه قال: فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقها عليه، وقال: إسناده حسن.