[ضرورة ذكر الموت وما بعد الموت]
  وروي عن النبي ÷ أنه قال لجبريل: «يا جبريل كفى بالموت طآمَّة». فقال: «يا محمد وما بعد الموت أطمُّ».
  وروي عن محمد بن علي بن الحسين(١) $ قال، قال رسول الله ÷: «الموتَ الموتَ، ولابدَّ من الموت، جاء الموت بما فيه، جآء بالرَّوح والرَّاحة، والكرَّة الرابحة(٢) إلى جنة عالية لأهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم، وفيها رغبتهم، وجاء الموت بما فيه، جاء بالشقوة والندامة والكرة الخاسرة إلى نار حامية لأهل دار الغرور، الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم، فإذا استُحِقَّتْ ولايُة الله ø والسعادة حل الأجل بين العينين، وذهب الأمل وراء الظهر، وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة حل الأمل بين العينين، وذهب الأجل ورآء الظهر»، قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[آل عمران: ١٨٥]، وقال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ٣٥}[الأنبياء: ٣٥]، قال: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ}[النساء: ٧٨]، وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ٣٠}[الزمر: ٣٠]، وقال: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي
(١) ابن علي بن أبي طالب $، باقر علم الأنبياء، ولد بالمدينة سنة ٥٧ هـ، أحد عظماء الإسلام، إمام علم وفضل، ولقب بالباقر لسعة علمه وتبحره في العلم، وكان عابدًا، ناسكًا، تقيًا، سخيًا، وافر الحلم، وجلالة قدره أشهر من أن ينبه عليها. لقي جماعة من الصحابة وأخذ عنهم وعن والده زين العابدين وجماعة من التابعين، ت ١١٤ هـ. وقيل: غير ذلك، ودفن بالبقيع. ينظر: طبقات الزيدية (مخطوط)، وعمدة الطالب ٢٢٤. وأعيان الشيعة ١/ ٦٥٠.
(٢) في (هـ، ص): في الكرة المباركة.