سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[ضرورة ذكر الموت وما بعد الموت]

صفحة 31 - الجزء 1

  تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}⁣[الجمعة: ٨]، وقال: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ١٩}⁣[ق: ١٩]، وقال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٢٦ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٢٧}⁣[الرحمن: ٢٦ - ٢٧] وإنما ذكرَ الله ø ما ذكر من ذلك على سبيل التذكير والتخويف دون طريقة الإعلام والتعريف إذ المعرفة حاصلة للجميع⁣(⁣١) بأن الموت لا محالة واقع، وأن ليس دونه مانع ولا دافع، ولكنه ø خوَّف عباده بتكرير ذكره؛ لعلمه ø بما لهم فيه من النفع العظيم في دينهم.

  وروي عن أنس أن النبي ÷ خطب فقال: «أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كُتِبَ، وكأن الحقَّ فيها على غيرنا وَجَبَ، وكأن الذي نُشَيِّعُ من الأموات سَفْرٌ عما قليلٌ إلينا راجعون، نُبَوِّئُهُم أجداثهم ونأكل تراثهم كأنا مخلدون (من)⁣(⁣٢) بعدهم»⁣(⁣٣).


(١) في (ص): لجميع العباد.

(٢) ساقطة في (ص).

(٣) الأربعين السيلقية نسبة لجامعها الشريف أبي القاسم زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي السيلقي: الحديث الأول ص ٩، وشعب الأيمان ٧/ ٣٥٥، و الحلية ٣/ ٢٣٦ عن الحسن بن علي، ثم قال: هذا حديث غريب من حديث العترة الطيبة، وذكر أيضًا أنه روي من طريق أنس. ومسند الشهاب عن أنس ١/ ٣٥٨ والأزدي كما حكاه العلامة محمد الجلال في كشف الأستار تخريج شمس الأخبار ٢/ ٩٩. وقال: قال ابن الجوزي: لا يصح، في إسناده مجاهيل وضعفاء، قال: لا يلزم من ذلك وضعه لمن أنصف وتتبع متون السنة ورجالها فإنه يجد نظائر هذا ولم يحكم بوضعه.