مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

نقض العهد

صفحة 103 - الجزء 1

  لأنهم قريبون للمدينة ومن خلفهم ولم يكن بينهم وبين الأحزاب إلا الرمي بالنبال نحو شهر وكان مع المسلمين من النبل ما يكفيهم لنحو سنة ثم عمد المشركون إلى الخندق إلى مكان ضعيف فاقتحموا الخندق ودخلوا وكان فيهم عمرو بن ود العامري المشهور بالشجاعة وكان كبير الجسم طويل القامة فدعا للمبارزة فلم يجبه أحد، فقال رسول الله ÷ قم يا فلان قم يا فلان وعدد كثيراً وعمرو يطلب المبارزة حتى أنشا شعره المعروف:

  ولقد بححت من الندا ... بجمعكم هل من مبارز

  وافتخر وهو يرتجز في المعركة، فقال علي: يا رسول الله أنا أبارزه وهو يتحفز لذلك فنزل ودعا له النبي وقال: «برز الإسلام كله للشرك كله» فبرز علي # وقال: إني أسمع عنك أنك لا تدعي إلى ثلاث إلا أجبت منها واحدة قال: نعم قال: فإني أدعوك إلى الله ورسوله، فقال: لا حاجة لي إلى ذلك، قال: فارجع من حيث جئت، قال لا يكون ذلك، قال فإني أدعوك إلى المبارزة، فقال: يابن أخي إني لا أحب أن أقتلك، فقال علي: لكني والله أحب أن أقتلك، فحمي عمرو فاقتحم عن فرسه وعقره وقيل ضربه في وجهه وتقدم إلى علي # فتنازلا وتجاولا حتى ظل. الغبار عليهما فلاحت لأمير المؤمنين فرصة فضربه فقطع رجله وكب على الأرض فاراد علي أن يجز براسه فبصقه فتاخر علي # عنه حتى سكن غضبه ثم تقدم وقطع رأسه وكبر وكبر