مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

غزوة حنين

صفحة 123 - الجزء 1

غزوة حنين

  ١٠ شوال سنة ٨ للهجرة

  غزوة حنين بعد فتح مكة لما فتحت مكة خافت هوازن وثقيف وهم عدد كثير متآلفة من قبائل كثيرة، وسببها بعد فتح مكة أنه خاف أشراف هوازن وأشراف ثقيف أن يغزوهم حتى لقد خافوا قبل الفتح أن يبدا بهم فعزموا على أن يقاتلوا قبل أن يُقاتِلوا، خرج رسول الله ÷ من المدينة في قوة عظيمة كما شرحنا، فلما سمع بما عزمت هوازن وثقيف كان الأمر سانحاً ومهيأ تجمعت هوازن ومن معهم وأسندوا الرياسة إلى مالك بن عوف النصري⁣(⁣١) وكان فيهم محبوباً فدبرهم على أن يجمعوا الجموع الكثيرة وياخذوا أموالهم كلها من إبل وشاء وغيره ذلك لئلا ينهزموا وياخذوا معهم النساء والقينات المغنيات والأموال النفيسة وكان معهم زيد بن الصمة وقد كان كبيرة أعمى ولكنه المدير البصير، فلما سمع أصوات الإبل والنساء والأطفال قال: رأي من هذا؟ قالوا: مالك بن عوف، فدعاه وقال: ما حملك على هذا؟ قال: أردت أن يقاتل الإنسان وأهله وماله خلفه فلا يجبن مع ذلك أو ينهزم، فقال دريد: أرجعوا الأموال والذرية، وقال هذا رأي غير سديد ولكن لم يقبله مالك بن عوف، أما جيش المسلمين فكانوا كثيراً الذين دخلوا مكة ومن كان بمكة فعجبوا لكثرتهم فقال أبو بكر (لن نغلب اليوم من كثرة)


(١) وفي الأصل (النضيري) وهو خطأ.