غزوة حنين
  معجباً بذلك وذكروا لرسول الله أن عند صفوان بن أمية دروعاً وسلاحاً فطلبه النبي فأعطاه يبل مائة درع فقال صفوان: عارية يا رسول الله أم غصباً؟ قال: «بل عارية مضمونة» وأرجعها رسول الله ÷ بعد القتال، وبعث رسول الله جاسوسأ إلى العدو ليسمع ما يقولون فوصل إليهم وجلس بينهم يومين يتجسس الأخبار فمما جاء به قال سمع مالك بن عوف يقول: إن محمداً لم يقاتل قوماً قط قبل هذه المرة وإنما كان يلقي أغماراً لا علم لهم بالحرب فإذا كان الفجر فصفوا مواشيكم وأبناؤكم تكون من ورائكم وكسروا أغماد السيوف واحملوا حملة رجل واحد فإن الغلبة لمن حمل أولاً، اما دريد بن الصمة: فقال يتفرق بعضهم في الشعاب ثم تقدموا للقتال، فلما حمل عليهم المسلمون انكشفوا فاشتغل المسلمون بالغنائم كوقعة أحد فلما اشتغلوا بالغنائم عاد عليهم العدو ورم {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا}[التوبة: ٢٠] الآية.
  ثبت رسول الله مكانه كما ثبت في وقعة أحد وكان ثباته سبباً في الانتصار وثبت معه علي والعباس وابنه الفضل وقليل من أهل الشجاعة والثبات ولما انهزموا قال للعباس: اصرخ فيهم وكان صيتاً فقيل كان يصرخ ويقول: ارجعوا أيها الناس هذا رسول الله يدعوكم فأقبلوا كأنهم الإبل تحن على أولادها فأمرهم النبي ÷ أن يحملوا حملة على العدو فاقتتلوا قتالا شديدة وأخذ رسول الله حفنة من تراب ورمي بها وجوه العدو