مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

خاتمة في فضل الجهاد

صفحة 141 - الجزء 1

  المنكر بألسنتكم وصكوا بها وجوههم ولا تأخذكم في الله لومة لائم ... إلخ. وقال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[آل عمران: ١٠٤] الآية، وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[التوبة: ٧١] الآية، وقال تعالى في وصف لقمان ومقرر له على الجميع: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٧}⁣[لقمان: ١٧] وقال ÷: «لتامرُن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلط الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لكم»، وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي لا يتسع لبعضها هذه الوريقات تركناها اختصاراً.

  إنا إذا نظرنا التاريخ وتأملناه نجد أن الإسلام لم تقم شعائره وأركانه إلا بالجهاد وأن الدين الإسلامي هو الذي كلف الله به البشرية وهي بطبيعتها لا ترغب في التكاليف التي تمنعها أهواءها وشهواتها ونزواتها وحريتها لذلك فرض الله الجهاد ليحمل الإنسان على الخضوع لله حتي تكون شريعة الله هي القاهرة وسلطانها في العالم هو الغالب {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ}⁣[البقرة: ١٩٣] وقال تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}⁣[التوبة: ١٢٣] إن الكافر يعطل جوانب إنسانيته ويسخر بنعمة الله وربوبيته {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٥٥}⁣[الأنفال: ٥٥]، {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا