غزوة أحد
  إن المدينة حصينة ما دخلها عدو لنا إلا أصبنا منه ولا خرجنا منها إلا أصيب منا. ولكنه ترجح عنده رأي حمزة ومن معه الذين أصروا على الخروج وإن كرهه ابتداء، وكان أمر الله مفعولا، ثم صلى بهم الرسول ÷ الجمعة ووعظهم وحثهم ثم دخل بيته ولبس لأمته(١)، واصطف الناس ينتظرون خروجه وقال سعد بن معاذ: استكرهتم رسول الله على الخروج فردوا الأمر إليه، فلما خرج إليهم قالوا: يا رسول الله ما كان ينبغي لنا أن نخالفك فاصنع ما شئت فقال: «ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن ينزعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه، فخرجوا أعقاب صلاة الجمعة وعقد ثلاثة ألوية لواء للأوس وجعله بيد أسيد بن حضير ولواء للخزوج وجعله بيد الحباب بن المنذر ولواء للمهاجرين وجعله بيد علي بن أبي طالب # وكان في المسلمين مائة دارع واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ورد الذين استصغرهم نحو سبعة عشر رجلاً وكان عدد المسلمين الف رجل إلا أن عبد الله بن أبي رجع هو وثلاثمائة رجل من المنافقين وهو يقول: أطاع الولدان وعصاني فبقي من المسلمين (٧٠٠) ولم يكن مع المسلمين إلا فرسان وعدد المشركين (٣٠٠٠) ثم صلى بهم صبح يوم السبت وصفهم وجعل على الرماة عبد الله بن جبير بن النعمان الأوسي وكان الرماة خمسين رجلاً فقال: «احموا ظهورنا لا يأتون من خلفنا وارشقوهم بالنبل فإن الخيل لا تقوى على النبل إنا لا نزال غاليين ما دمتم في مكانكم اللهم اشهد عليهم، ولو
(١) أي درعه. تمت.