(7) المسألة السابعة في إمامة الامام علي #
  المسجد، والناس بين راكع وقائم وساجد، فأبصر بالسائل فقال له النبي ÷: «هل أعطاك أحد شيئاً»؟ فقال: خاتماً من ذهب، فقال النبي ÷: «من أعطاك»؟ قال: ذلك القائم، وأشار بيده إلى علي #، فقال النبي ÷: «على أي حال أعطاك»؟ قال: أعطاني وهو راكع، فكبر النبي ÷ ثم تلا: {وَمَنْ يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة: ٥٦] فثبت أن هذه الآية في علي #.
  وأما الموضع الثاني: في وجه الاستدلال بها على إمامته #، أن الله تعالى أثبت له الولاية على الكافة، وهي ملك التصرف فيهم، والرياسة عليهم، كما أثبتها لنفسه سبحانه ولرسوله ÷.
  ولا شك أن هذا هو معنى الإمامة، وهذه الدلالة مبنية على ثلاثة أصول:
  أحدها: أنه أثبت تعالى لعلي # الولاية على الكافة، كما أثبتها لنفسه ولرسوله.
  والثاني: أن الولاية الثابتة في الآية هي ملك التصرف.
  والثالث: أن ذلك معنى الإمامة.
  فالذي يدل على الأول: أن ذلك ظاهر في قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}[المائدة: ٥٥] الآية، وقد بينا أن علياً # هو المراد بقوله: