(7) المسألة السابعة في إمامة الامام علي #
  فقال جعفر: سُئل عنها رسول الله ÷
  فقال: «الله مولاي أولى بي من نفسي، لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين، أولى بهم من أنفسهم، لا أمر لهم معي، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه، لا أمر له معي، فعليٌ مولاه أولى به من نفسه، لا أمر له معه». فثبت الأصل الأول، وهو أن لفظة مولى تستعمل بمعنى أولى.
  ***
  ٢ - أما الأصل الثاني: وهو أنه يجب حملها عليها، أنّا متى حملنا لفظة مولى على أن المراد بها الأولى، صار الكلام مرتبطاً بعضه ببعض، وهذا هو الواجب في كلام العقلاء، والذي ينبغي أن يحمل عليه كلام مثله ÷، ولأجل هذا يستحسن الفصحاء من إثبات الشعر ما كان أوله كالمخبر بآخره؛ لأجل الاتصال الشديد، والارتباط البليغ.
  وعلى هذه الطريقة ثبت تعريف العهد، وصار صرف الكلام إلى المعهود أولى من صرفه إلى الجنس، ألا ترى أنه متى كان لرجل عشرة عبيد، ثم وصف أحدهم بحسن الخدمة، وجميل العشرة، ثم قال في آخر كلامه: أشهدكم أن العبد حر، فإن هذا الكلام يصلح لتناول العبد وغيره من العبيد، لكن تقدم ذكره أوجب صرف الكلام إليه.
  ***
  ٣ - والذي يدل على الثالث: إنه لا يجوز أن يثبت بأحد اللفظين وينفى بالآخر، فلا يجوز أن يقول القائل: فلان أولى بالتصرف في هذه الدار، وليس بأحق ولا أملك، ولا أن يقول: هو أحق وأملك، وليس باولى، بل يعد من قال ذلك مناقضاً لكلامه.
  ***
  ٤ - والذي يدل على الرابع: وهو أن ذلك معنى الإمامة، هو ما قدمنا من أنا لا نعني بقولنا فلان إمام، إلا أنه يملك التصرف على الكافة، في أمور مخصوصة وتنفيذ أحكام شرعية.
  وقد