الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(7) المسألة السابعة في إمامة الامام علي #

صفحة 204 - الجزء 1

  ثبت بما قدمنا أن علياً # أولى بالتصرف على الأمة، فيجب أن يكون إماماً لها.

  ***

  ومما يدل على ذلك من السنة قول النبي ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» ويعد هذا الخبر مما تلقته الأمة بالقبول ولم ينكره أحد منهم.

  ووجه الاستدلال به: أن النبي ÷ أثبت لعلي # جميع منازل هارون من موسى $ إلا النبوة.

  ومن منازل هارون من موسى استحقاق الخلافة، والشركة في الأمر، وذلك معنى الإمامة، وهذه الدلالة مبنية على ثلاثة أصول:

  أحدها: أن النبي ÷ أثبت لعلي # جميع منازل هارون من موسى إلاَّ النبوة.

  الثاني: أن منازل هارون من موسى استحقاق الخلافة والشركة في الأمر.

  الثالث: أن ذلك معنى الإمامة.

  ١ - فالذي يدل على الأول: أنه ÷ إنما استثنى النبوة ليدل على أنه لو لم يستثنها لدخلت تحت الخطاب؛ لأن من حق الاستثناء الحقيقي، أن يخرج من الكلام ما لولاه لوجب دخوله تحته، ولا شك أنه كان يصح منه أن يستثني شيئاً من المنازل، كما استثنى النبوة، فلما لم يستثنها دخلت تحت الخطاب على ما تقدم.