(5) المسألة الخامسة: أن الله تعالى سميع بصير
(٥) المسألة الخامسة: أن الله تعالى سميع بصير
  والكلام منها يقع في موضعين:
  أحدهما: في حقيقة السميع البصير، والسامع المبصر، والفرق بينهما.
  والثاني: في الدليل على أن الله تعالى سميع بصير.
  (١) أما الموضع الأول:
  ١ - فحقيقة السميع البصير: «هو المختص بصفة لكونه عليها يصح أن يدرك المسموع والمبصر، إذا وجدا».
  ٢ - وحقيقة السامع المبصر: «هو المختص بصفة لكونه عليها، يصح أن يدرك المسموع والمبصر في الحال».
  ٣ - والفرق بين السميع البصير، والسامع المبصر: أنا نصف السميع البصير بأنه سميع بصير، وإن لم يكن ثم مسموع ولا مبصر، ولا نصف السامع بأنه سامع مبصر، إلا إذا حصل المسموع والمبصر.
  (٢) وأما الموضع الثاني: وهو الدليل على أن الله تعالى سميع بصير، وهو أنه تعالى حي لا آفة به، وكل من كان حياً لا آفة به، فهو سميع بصير وهذا الدليل مبني على أصلين:
  أحدهما: أنه تعالى حي لا آفة به.
  والثاني: أن كل من كان حياً لا آفة به، فهو سميع بصير.
  (١) (أما الأصل الأول) فالذي يدل على أنه حي: قد تقدم بيانه.
  والذي يدل على أنه لا آفة به: أن معنى الآفات فساد الآلات، وهذا هو المعقول من إطلاق اسم الآفة في الشاهد، وذلك مستحيل على الله تعالى؛ لأنه ليس بذي آلة ولا جارحة؛ لأن الجوارح والآلات لا تجوز إلا على