الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(4) المسألة الرابعة: أن الله تعالى حي

صفحة 76 - الجزء 1

(٤) المسألة الرابعة: أن الله تعالى حي

  والكلام منه يقع في موضعين:

  أحدهما: في حقيقة الحي.

  والثاني: في الدليل على أن الله تعالى حي.

  (١) أما الموضع الأول:

  ١ - فحقيقة الحي: «هو المختص بصفة لكونه عليها يصح أن يقدر ويعلم».

  ٢ - والذي يدل على أن الله تعالى حي أنه قادر عالم، والقادر العالم، لا يكون إلا حياً، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:

  أحدهما: أنه تعالى قادر عالم.

  والثاني: القادر العالم لا يكون إلا حياً.

  ١ - أما الأصل الأول: فالذي يدل على أن الله تعالى قادر عالم، قد تقدم بيانه.

  ٢ - وأما الأصل الثاني: فالذي يدل على أن القادر العالم لا يكون إلا حياً، أنَّا وجدنا في الشاهد ذاتين: أحدهما يصح أن يقدر ويعلم، كالحي (الواحد منا) , والآخر يستحيل أن يقدر ويعلم، كالميت والجماد، فالذي يصح أن يقدر ويعلم، لابد أن يفارق من تعذر عليه ذلك بمفارقة، لولاها لما صح من أحدهما ما استحال على الآخر، وقد عبر أهل اللغة عن هذه المفارقة، بأن سموا من صح أن يقدر ويعلم حياً دون الآخر، فإذا ثبت أن الله تعالى قادر عالم، ثبت أنه تعالى حي.

  ***