(6) المسألة السادسة أن الله تعالى قديم
(٦) المسألة السادسة أن الله تعالى قديم
  والكلام منها يقع في موضعين:
  أحدهما: في حقيقة القديم.
  والثاني: في الدليل على أن الله تعالى قديم.
  (١) أما الموضع الأول: فحقيقة القديم في أصل اللغة: هو ما تقادم وجوده، يقال: بناءٌ قديم، ورسم قديم، لما تقادم وجوده.
  وعلى هذا المعنى حمل قول الله تعالى: {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}[يس: ٣٩] يريد به متقادم الوجود.
  وحقيقة القديم في اصطلاح المتكلمين: «هو الموجود الذي لا أول لوجوده»، ولا يجوز أن يوصف بهذا الوصف على الإطلاق إلا الله تعالى.
  (٢) وأما الموضع الثاني: وهو في الدليل على أن الله تعالى قديم.
  فإذا أردنا أن نستدل على أن الله تعالى قديم تكلمنا في فصلين:
  أحدهما: أنه تعالى موجود.
  والثاني: أنه لا أول لوجوده.
  ١ - أما الفصل الأول وهو أنه تعالى موجود فالذي يدل على ذلك أنه تعالى قادر عالم، والقادر العالم لا يكون إلا موجوداً، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:
  أحدهما: أنه قادر عالم.
  والثاني: القادر العالم لا يكون إلا موجوداً.
  أما الأصل الأول: وهو أنه تعالى قادر عالم فقد تقدم بيانه.