الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(6) المسألة السادسة أن الله تعالى قديم

صفحة 79 - الجزء 1

(٦) المسألة السادسة أن الله تعالى قديم

  والكلام منها يقع في موضعين:

  أحدهما: في حقيقة القديم.

  والثاني: في الدليل على أن الله تعالى قديم.

  (١) أما الموضع الأول: فحقيقة القديم في أصل اللغة: هو ما تقادم وجوده، يقال: بناءٌ قديم، ورسم قديم، لما تقادم وجوده.

  وعلى هذا المعنى حمل قول الله تعالى: {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}⁣[يس: ٣٩] يريد به متقادم الوجود.

  وحقيقة القديم في اصطلاح المتكلمين: «هو الموجود الذي لا أول لوجوده»، ولا يجوز أن يوصف بهذا الوصف على الإطلاق إلا الله تعالى.

  (٢) وأما الموضع الثاني: وهو في الدليل على أن الله تعالى قديم.

  فإذا أردنا أن نستدل على أن الله تعالى قديم تكلمنا في فصلين:

  أحدهما: أنه تعالى موجود.

  والثاني: أنه لا أول لوجوده.

  ١ - أما الفصل الأول وهو أنه تعالى موجود فالذي يدل على ذلك أنه تعالى قادر عالم، والقادر العالم لا يكون إلا موجوداً، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:

  أحدهما: أنه قادر عالم.

  والثاني: القادر العالم لا يكون إلا موجوداً.

  أما الأصل الأول: وهو أنه تعالى قادر عالم فقد تقدم بيانه.