(6) المسألة السادسة أن الله تعالى قديم
فصل في كيفية استحقاقه تعالى لهذه الصفات
  والكلام منه يقع في موضعين:
  أحدهما: في حكاية المذهب وذكر الخلاف.
  والثاني: في الدليل على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهب إليه المخالف.
  (١) أما الموضع الأول: (وهو في حكاية المذهب وذكر الخلاف) فمذهبنا أن الله تعالى يستحق هذه الصفات التي قدمنا ذكرها لذاته (وهي كونه قادرا عالما حيا سميعا بصيرا موجودا) على معنى أنه لا يحتاج في ثبوتها إلى غيره، والخلاف في ذلك مع الأشعرية والكرامية وهشام بن الحكم.
  ١ - أما الأشعرية ومن قال بقولهم فإنهم يقولون: إن الله تعالى يستحق هذه الصفات لمعان قديمة، لا هي الله، ولا هي غيره، وهي العلم، والقدرة، والحياة، والسمع، والبصر.
  ٢ - وأما الكرامية فإنهم يقولون: مثل مقالة الأشعرية، غير أنهم يقولون: إن هذه المعاني أعراض قائمة بذات الباري تعالى.
  ٣ - وأما هشام بن الحكم فإنه يقول: إن الله تعالى عالم بعلم محدث.
  (٢) والموضع الثاني: والدليل على صحة ما ذهبنا إليه، وفساد ما ذهبوا إليه: