القسم الثاني مسائل النفي
  ويجري هذا التمدح المذكور في هذه الآية مجرى قوله تعالى: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}[البقرة: ٢٥٥] فكما لا يجوز إثبات ذلك في الدنيا ولا في الآخرة، لما كان مدحاً راجعاً إلى ذاته، فكذلك قوله تعالى: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} لا يجوز إثباته في الدنيا ولا في الآخرة.
  فإذا صح وجب حمل قول الله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة: ٢٣] على معنى يوافق دلالة العقل ومحكم القرآن؛ لأنه لا تناقض بين الأدلة.
  · فورد عن علي # أن المراد بالنظر المذكور في الآية، هو النظر إلى ثواب الله تعالى، فيكون قد حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، وهو اسم الله تعالى، كما قال تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}[يوسف: ٨٢] والمراد بذلك أهل القرية.
  · وروي عنه أيضاً # أنه تأول النظر المذكور في هذه الآية، على الانتظار لثواب الله تعالى، «وروي عنه # أنه مر برجل رافعاً يدَه إلى السماء، شاخصاً ببصره فقال: يا عبد الله، أكفف يدك، واغضض من بصرك فإنك لن تراه ولن تناله، قال: يا أمير المؤمنين إن لم أره في الدنيا فسأراه في الآخرة.