الجزء الأول
  فما أصلب دين القاضي وما أحسن انقياد السلطان للشرع.
  وأظن أن سبب ولاية القاضي مسعود المذكور للقضاء أن القاضي الذي كان متوليا قبله لما رأى نجابة القاضي مسعود ونباهته حسده وكان يسعى بما ينقص القاضي مسعود فقدّر أن بعض الفقهاء أجاب على مسألة وأخطأ في جوابه فرفع الجواب والسؤال إلى القاضي مسعود فكتب المجيب مخطئ ولم ينقط ما كتبه، فرفع ذلك إلى القاضي فلاحت له فرصة المكيدة للقاضي مسعود فنقط الجيم خاء والياء نونا والموحدة مثلثة ثم طلع بالسؤال على السلطان وقال: يا مولانا ظهر في البلد متفقّه يزعم أنه بلغ رتبة الفتوى وهو يسفّه على العلماء ويثلبهم ويتتبع عثراتهم ولم يكتف بما يصدر منه في ذلك بلسانه حتى كتب ما تقفون عليه. وأعطى السلطان السؤال فلما وقف السلطان على كتاب القاضي مسعود اشتد غيظه وأمر بإحضار القاضي مسعود فلما وقف القاضي مسعود بين يدي السلطان رمى إليه بالورقة وقال له: هذا خطك؟ فلما وقف عليه القاضي مسعود قال:
  سبحان اللّه أما عقول تميّز إنما جاء الخلل من قبل الاعجام. وكان من لطف اللّه بالقاضي مسعود أن المداد الذي كتب به المجيب مخطئ مغاير لمداد النقط فلما تأمل السلطان الورقة تحقق مما قاله القاضي مسعود وأن الخلل من قبل الاعجام وعرف أن ذلك مكيدة من القاضي في حق القاضي مسعود فعزل القاضي من ولايته وولى مكانه القاضي مسعود.
  وينسب إلى جبا من المتقدمين شعيب الجبائي حدّث عن سلمة بن وهرام ومحمد بن القاسم بن عبد اللّه الجبائي السكسكي كان فاضلا شرح المقامات وغيرها، ومن المتأخرين شيخ مشايخنا نجم الدين يوسف بن يونس الجبائي الجابري وغيره. انتهى كلام ابن مخرمة.
  قلت: وجبل ذخر الذي حكاه في معجم البلدان هو جبل حبشي من أعمال الحجرية فإنها كانت قاعدة بلاد المعافر، وتعرف الآن ببلاد الحجرية.
  ومن أعمال تعز جبل صبر، وهو جبل واسع فيه قرى كثيرة ومزارع.
  قال في معجم البلدان: صبر بفتح أوله وكسر ثانيه بلفظ الصبر من