حرف الخاء
  قدرنا اللّه عليه وإبتعنا مائة ثور ونحرناها لذلك الصنم قربانا في غداة واحدة وتركناها فأكلتها السباع ونحن أحوج إليها من السباع فجاءنا الغيث من ساعتنا ولقد رأينا العشب يواري الرجل ويقول قائلنا: أنعم علينا عم أنس.
  وذكروا لرسول اللّه ÷ ما كانوا يقيمون لهذا الصنم من أموالهم وأنعامهم وحرثهم فقالوا: كنا نزرع ونجعل له وسطه فنسميه له ونسمي زرعا آخر حجرا أي ناحية للّه، فإذا مالت الريح بالذي سميناه له أي للّه جعلناه لعم أنس ولم نجعله للّه، فذكر لهم رسول اللّه ÷: أن اللّه قد أنزل عليه في ذلك قوله تعالى:
  {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ} الآية.
  وقالوا: كنّا نتحاكم إليه فيتكلم، فقال رسول اللّه ÷: تلك الشياطين تكلمكم، ثم سألوه عن الفرائض الدينية فأخبرهم وأمرهم بالوفاء بالعهد وحسن الجوار لمن جاورهم وأن لا يظلموا أحدا. ثم ودعوه بعد أيام وأجازهم ورجعوا إلى قومهم وهدموا صنمهم عمّ أنس. انتهى ما نقله الأهدل باختصار.
  وقال في نثر الدر المكنون أيضا فيما جاء في أبي مسلم عبد اللّه بن ذؤيب الخولاني قيل: إنه أول من أسلم من أهل اليمن وسمّاه النبي ÷ عبد اللّه كما في الإصابة وغيرها. روى ابن عساكر من طريق إسماعيل بن عباس عن شرحبيل بن مسلم الخولاني وابن وهب عن ابن لهيعة والحافظ أبي طاهر السلفي عن شرحبيل بن مسلم الخولاني أن الأسود العنسي الكذّاب لما ادّعى النبوة باليمن بعث إلى أبي مسلم الخولاني، فلما جاءه قال: أتشهد أني رسول اللّه؟ قال: ما أسمع، قال: أتشهد أن محمدا رسول اللّه، قال: نعم، فزدد ذلك عليه فأمر بنار عظيمة فأججت فألقى فيها أبو مسلم فلم تضره فقيل للأسود أنفه عنك وإلّا أفسد عليك من اتبعك فأمره بالرحيل فأتى أبو مسلم المدينة وقد توفي رسول اللّه ÷ واستخلف أبو بكر ¥، فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد فقام يصلي إلى سارية فبصر به عمر بن الخطاب رضي اللّه