مجموع بلدان اليمن وقبائلها،

محمد بن أحمد الحجري (المتوفى: 1380 هـ)

الجزء الثالث

صفحة 532 - الجزء 3

  من تحت أجفان أعارتها الفتور المدامه ... وأرشقتها النبال

  فحولنا لا علينا كم قتيل راح ظلامه ... وكم جراح واعتلال

  ومشقة الخد تعطي الورد طيب اشتمامه ... ونظرته حال بحال

  هذه فتن فاعتزلها إن أردت السلامة ... فالخير في الاعتزال

  ولا تخاطر بنفسك فالسلامة غنامة ... والعافية رأس مال

  وكقوله:

  الطمع كله مهالك ... من خلص منّه نجا

  غير أن الحب مالك ... يقهر أرباب الحجا

  وهو في الأضلاع مالك ... كم ذهب منها وجا

  والأياس مسلي منالك ... والهوى كله رجا

  وكقوله:

  أقسم برب العالمين الجليل ... لا استمع قول العواذل

  ولا أحيف عن حبكم أو أميل ... ولو جرى سبعين باطل

  فعادتي أرعى حقوق الخليل ... ولو يكن معرض مشايل

  هيهات ما عبد الحميد لي مثيل ... والفرق مثل الصبح ظاهر

  وكقوله:

  يا ليت شعري شيء لسان ذاكر ... منهم لنا لا يترك التخبار

  وإن من غاب عن سواد ناظر ... قد غاب عن الخاطر فدونه استار

  سار الزمان بأول وجا بآخر ... والصب واقف في الفراق محتار

  لا هم معه في صحبة المسافر ... ولا استقرت به معاهم الدار

  وكم يصابر نفسه المصابر ... وكم يخرّج للموانع أعذار

  فإن كان هو الواقع فله نظاير ... والحب يا طير الغصون جرار

  إذا غضب ما له عليه ناصر ... ولا معه قدرة ترد الأقدار

  فالعمر عاره والمعير مصادر ... للمستعير اللّه يرد ما عار

  واللّه على جمع الغريب قادر ... الكل في قبضة عزيز قهار

  وكقوله: