مجموع بلدان اليمن وقبائلها،

محمد بن أحمد الحجري (المتوفى: 1380 هـ)

الجزء الثالث

صفحة 594 - الجزء 3

  اللّه لا غيبك يا قاسي القلب عنا ... ولا عرفت البعاد

  ولا امتحن طرفك الساجي بما امتحنا ... من البكى والسهاد

  وما دعينا لكم إلا بما قد عرفنا ... في الحب حكم العناد

  وإلا فما حد حمل في حبكم ما حملنا ... وهام في كل واد

  وأطلق الدمع من عينيه فردا ومثنى ... ومهجته بالقياد

  وساجل الطير إذ ردد بصوته وغنى ... وأبكى عيون الجماد

  وعانق السمهري لما حكى حين تثنى ... ميل القدود الرغاد

  يا من سلب مهجتي الحرا وأبلى وأقنى ... على صميم الفؤاد

  واستوطنوا من حمى قلبي الشجي كل مبنى ... ومن رناه السواد

  كونوا على ما تريدوا والنبي ما تركنا ... ودادكم والقهاد

  وعذبوا كيفما شئتم سمعنا أطعنا ... كما قضى اللّه وراد

  واستمطروا أوردوا من أدمعي صح يهنا ... والصوا بقلبي الوقاد

  رضيت منكم بما ترضون لفظا ومعنى ... في الحب حاضر وباد

  ما للعواذل وشغلتهم فعلنا صنعنا ... ما عندنا ما المراد؟

  يا عاذلي قد تركنا عشرتك فاعتزلنا ... قع سود والّا رماد

  والآن يا أحباب قلبي حكمنا قد وصلنا ... على شروط الوداد

  فواصلونا ولا تصغوا إلى من ظلمنا ... وخالفوا أهل الفساد

  قيلوا بنا في الهوى يا منيتي حيث كنا ... وما مضى لا يعاد

  أحبابنا والذي أحيا وأغنى وأقنى ... ومن إليه المعاد

  إنا على العهد والميثاق من حين سرنا ... إلى نهار المعاد

  ما طاب لي بعد ذياك الحمى قط مغنى ... سقى رباها وجاد

  ولا حلا في مجال السمع قال المعنى ... كذاك بانت سعاد

  إلى آخرها وهي أكثر من هذا.

  ومنهم الشيخ إسماعيل بن أحمد بن قاسم بن حسن، فمن شعره:

  يا زايري بعد ما طوّل عذابي ومطلي ... وبعد طول البعاد

  اللّه لا واخذك بالصد من بعد وصلي ... والقطع بعد العهاد

  لا أذكر الهجر إكراما ولا ما سبق لي ... في غيبتك من جهاد