الجزء الرابع
  علقمة بن زرارة: خرج يزيد بن شيبان بن علقمة حاجا فرأى حين شارف البلد شيخا يحفه ركب على إبل عتاق برحال ميس ملبسة أدما قال: فعدلت فسلمت عليهم وبدأت به وقلت من الرجل؟ ومن القوم؟ فأرم القوم ينظرون إلى الشيخ هيبة له فقال الشيخ: رجل من مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة فقلت: حياكم اللّه وانصرفت فقال الشيخ: قف أيها الرجل نسبتنا فانتسبنا لك ثم انصرفت ولم تكلمنا قال أبو بكر: وروى السكن بن سعيد عن محمد بن عباد شاممتنا مشامة الذئب الغنم ثم انصرفت قلت: ما أنكرت سوءا ولكني ظننتكم من عشيرتي فأناسبكم فانتسبتم نسبا لا أعرفه ولا أراه يعرفني قال: فأمال الشيخ لثامه وحسر عمامته وقال: لعمري لئن كنت من جذم من أجذام العرب لأعرفنك، قلت: فإني من أكرم أجذامها، قال: فإن العرب بنيت على أربعة أركان مضر وربيعة واليمن وقضاعة فمن أيهم أنت؟ قلت: من مضر، قال: أمن الأرحاء أم من الفرسان؟ فعلمت أن الأرحاء خندف وأن الفرسان قيس قلت: من الأرحاء، قال: فأنت إذا من خندف، قلت: أجل. قال: أفمن الأرنبة أم من الجمجمة، فعلمت أن الأرنبة مدركة وأن الجمجمة طابخة فقلت: من الجمجمة، قال فأنت إذا من طابخة قلت: أجل، قال: أفمن الصميم أم من الوشيظ؟ فعلمت أن الصميم نميم وأن الوشيظ الرباب قلت: من الصميم، قال: فأنت إذا من تميم قلت: أجل، قال: أفمن الأكرمين أم من الأحلمين أم من الأقلين؟ فعلمت أن الأكرمين زيد مناة وأن الأحلمين عمرو بن تيم وأن الأقلين الحارث بن تميم قلت: من الأكرمين، قال:
  فأنت إذا من زيد مناة قلت: أجل، قال: أفمن الجدود؟ أم من البحور؟ أم من الثماد؟ فعلمت أن الجدود مالك وأن البحور سعد وأن الثماد امرؤ القيس بن زيد مناة قلت: من الجدود، قال: فأنت إذا من بني مالك قلت:
  أجل، قال: أفمن الذرا أم من الأرداف؟ فعلمت أن الذرا حنظلة وأن الأرداف ربيعة ومعاوية وهما الكردوسان قلت: من الذرا قال: فأنت إذا من بني حنظلة قلت: أجل، قال: أمن البدور أم من الفرسان أم من الجراثيم؟ فعلمت أن البدور مالك وأن الفرسان يربوع وأن الجراثيم البراجم، قلت: من البدور قال: فأنت إذا من بني مالك بن حنظلة قلت:
  أجل، قال: أفمن الأرنبة أم من اللحيين أم من القفا؟ فعلمت أن الأرنبة