الجزء الثاني أحوال المسند
  . ... ... ... ......
  أي: وقيار كذلك، وظاهر كلامه أن هذا يجوز قياسا - أي: الحذف من الثاني لدلالة الأول - وفيه خلاف. ووقع في كلام ابن عصفور(١) في أحد قوليه: وقفه على السماع، وصحح صاحب الإفصاح ذلك، وليس هذا البيت من الحذف من الأول لدلالة الثاني لما سيأتي. وقال السكاكى(٢): إنهما في معنى واحد؛ فلذلك أفرد كقوله:
  لمن زحلوقة زل ... بها العينان تنهلّ(٣)
  قال الخطيبي(٤): «وقيل: غريب فعيل صالح للتعدد، فلا حاجة لتقدير الحذف.
  قلنا: لا يقال: رجلان صبور، وإن صح ففي الجمع دون التثنية». قلت: قوله: «لا يقال: رجلان صبور» ينبغي أن يقول: كثير؛ فإن صبورا فعول لا فعيل، إلا أنهما من واد
- ١٠/ ٣٢٠، ٣١٣، ٣١٢، والدرر ٦/ ١٨٢، والشعر والشعراء ٣٥٨، ولسان العرب (قير)، والكتاب ١/ ٧٥، والكامل ١/ ٤١٦ ط. الرسالة، وفى رواية: «ومن يك».
وكان عثمان بن عفان ¥ قد حبس ضابئا هذا في المدينة لهجائه قوما في شعره، والرحل: المنزل، وقيار: اسم فرسه أو غلامه.
(١) ابن عصفور: علي بن مؤمن بن محمد بن علي أبو الحسن بن عصفور، النحوي الحضرمي الإشبيلي حامل لواء العربية في زمانه بالأندلس، ولم يكن عنده ما يؤخذ عنه غير النحو، ولا تأهل لغير ذلك، وصنف: الممتع في التصريف، وكان أبو حيان لا يفارقه، ومات سنة تسع وستين وستمائة، انظر بغية الوعاة (٢/ ٢١٠).
(٢) السكاكى: أبو سفيان بن العلاء أخو أبى عمرو بن العلاء، قال الزبيدي والقفطى: كان من النحويين وأصحاب القراءات، قائما بعلم النسب، واسمه كنيته، روى عنه شعبة ووثقه يحيى، مات سنة خمس وستين ومائة، انظر بغية الوعاة (١/ ٥٩٢).
(٣) البيت من الهزج، وهو لامرئ القيس في ملحق ديوانه ٤٧٢، وخزانة الأدب ٧/ ٥٥٦، ولسان العرب (ألل)، وبلا نسبة في شرح المرشدى على عقود الجمان ١/ ١٠٣، ولسان العرب (زلل)، وخزانة الأدب ٥/ ١٩٧، ٧/ ٥٥٢، وتاج العروس (ألل) و (زلل).
والزحلوقة: لعبة للصبيان تسمى أرجوحة الحضر المطوحة. وزلل: أي زلق. ويروى «زحلوفة» بالفاء مكان «زحلوقة».
(٤) الخطيبي: محمد بن مظفر الخطيبي الخلخالى شمس الدين، كان إماما في العلوم العقلية والنقلية له من التصانيف: شرح المفتاح وشرح
التلخيص، مات سنة ٧٤٥ هـ -، انظر بغية الوعاة (٢/ ٢٤٧).