(المساواة)

  المساواة: نحو قوله تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}⁣^(⁣١)،

  حسنا يفيد معنى حسنا، مثل:

  إنّ الثّمانين وبلّغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان⁣^(⁣٢)

  وما يؤثر نقصا في المعنى ويفسد، كقول المتنبي:

  ترعرع الملك الأستاذ مكتهلا ... قبل اكتهال أديبا قبل تأديب⁣^(⁣٣)

  والأستاذ بعد الملك مفسد، وينقص المدح، ثم اعتذر بأن الأستاذ صار لكافور، كاللقب الذي لا يريد تغييره؛ لأنه كان إذ ذاك مدبرا لأمر ولد أخشيد يفتخر بخدمته.

المساواة:

  ص: (والمساواة إلى آخره).

  (ش): شرع في الكلام على الأقسام الثلاثة، مقتصرا في الغالب على الأمثلة؛ فإن محال الإيجاز علمت مما سبق من مقتضيات ترك المسند، أو المسند إليه، أو متعلق أحدهما. ومحال الإطناب علمت مما سبق من أسباب ذكر المسند من قصد البسط، أو لرعاية الفاصلة، أو تكرير الإسناد وغير ذلك، لا لكونه الأصل، فإن رعاية ذلك مساواة لا إطناب. إذا عرف هذا فالمساواة مثلها بقوله سبحانه وتعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}. وأورد على المصنف أن فيه إطنابا؛ لأن السيئ زيادة فإن كل مكر لا يكون إلا سيئا، ونسبة المكر إلى الله تعالى في قوله سبحانه: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ}⁣^(⁣٤) مجاز للمقابلة، ولو وقع استعماله وحده، فهو مجاز على الصحيح، وسيأتي ما عليه في باب المجاز. وقول النابغة الذبياني:

(١) سورة فاطر: ٤٣.

(٢) البيت لعوف بن محلم الشيباني أورده محمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ١٦٣.

(٣) البيت من البسيط وهو لأبى الطيب المتنبي في شرح ديوانه (٢/ ٢١٢).

(٤) سورة آل عمران: ٥٤.