الفن الثاني علم البيان
  والمتعدّد الحسىّ: كاللون، والطّعم، والرائحة، في تشبيه فاكهة بأخرى.
  والعقلىّ: كحدّة النظر، وكمال الحذر، وإخفاء السّفاد، في تشبيه طائر بالغراب.
  والمختلف: كحسن الطلعة، ونباهة الشأن، في تشبيه إنسان بالشمس.
  واعلم: أنه قد ينتزع الشبه من نفس التضادّ؛ لاشتراك الضدّين فيه(١)، ثم ينزّل منزلة التناسب بواسطة تمليح، أو تهكّم؛ فيقال للجبان: ما أشبهه بالأسد، وللبخيل: هو حاتم.
  ص: (والمتعدد الحسى إلى آخره).
  (ش): هذا القسم الثالث، وهو ما كان وجه الشبه فيه متعددا حسيا، كتشبيه فاكهة بأخرى في اللون والطعم والرائحة، وقد تقدم الاعتراض بأن المتعدد ليس وجها مختلفا، بل كل مستقل.
  ص: (والعقلي).
  (ش): أي: والمتعدد العقلي، كتشبيه طائر بالغراب في حدة النظر، وكمال الحذر وإخفاء السفاد، وفيه نظر؛ لأن حدة النظر قد يقال: إنه حسى لا عقلي؛ لأن النظر، وهو تصويب الحدقة إلى المنظور يدرك بالنظر، وحدته متصل به، وكذلك إخفاء السفاد. قد يقال: إنه حسى، وأما الحذر فعقلى؛ لأن محله القلب، ويستدل عليه بأثره الظاهر.
  ص: (والمختلف).
  (ش): أي والوجه المتعدد الذي بعضه حسى وبعضه عقلي، كتشبيه إنسان بالشمس في حسن الطلعة، وهو حسى، ونباهة الشأن، وهو عقلي.
  ص: (واعلم أنه قد ينتزع الشبه من نفس التضاد؛ لاشتراك الضدين فيه، ثم ينزل منزلة التناسب).
  (ش): لأن الضدين متناسبان مشتركان في الضدية، لأن كلا منهما مساو للآخر في مضادته له.
  ص: (بواسطة تمليح، أو تهكم فيقال للجبان: ما أشبهه بالأسد، وللبخيل: هو حاتم).
  (ش): وهذان يحتمل أن يكونا مثالين لكل من التمليح والتهكم، ويحتمل أن يكونا لفا ونشرا، والأول للأول، والثاني للثاني، لأنه أكثر أسلوبى اللف والنشر، وعلى
(١) أي في التضاد.