الفن الثاني علم البيان
  
  العاشرة: أن تحذف الأداة والوجه، كقولك: زيد أسد، وهو أقوى الجميع لإثبات المشبه به في الظاهر للمشبه، وحذف الوجه، فقد اجتمع فيه القوتان.
  الحادية عشرة: أن يحذف المشبه به والوجه، كقولك: زيد مثل، وذلك يكون في الجواب عن الاستفهام عن مماثل الأسد، أو عن حكم زيد مع الأسد، فتقول: مثل.
  الثانية عشرة: أن يحذف ثلاثة، وهي المشبه، والأداة، والمشبه به، كقولك: في الشجاعة مريدا زيد كالأسد في الشجاعة، في جواب من قال: في أي شئ يشبه زيد الأسد؟
  الثالثة عشرة: أن يحذف ثلاثة، وهي المشبه، والأداة، والوجه، كقولك: الأسد، في جواب ما الذي يشبهه زيد؟
  الرابعة عشرة: أن يحذف المشبه، والمشبه به، والوجه، كقولك: مثل، في جواب من قال: ما حكم زيد مع الأسد؟
  الخامسة عشرة: أن تحذف الأداة، والمشبه به، والوجه، كقولك: زيد، في جواب من يشبه الأسد؟
  السادسة عشرة(١): أن يحذف المشبه، والمشبه به، والوجه، ويقتصر على الأداة، كقولك:
  مثل، في جواب: ما شأن زيد مع عمرو؟ وكذلك: كأن في نحو قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ}(٢) قال عبد اللطيف البغدادي في قوانين البلاغة: حذف المشبه، وليس في الكلام مشبه به أصلا، وحقيقته أن الفعل المنفى المشبه به مسكوت عنه.
  السابعة عشرة: أن يحذف الجميع، كالتشبيه المعلق على شرط، فإنه يحذف اكتفاء بدليله في نحو قوله:
  عزماته مثل النّجوم ثواقبا ... لو لم يكن(٣) للثّاقبات أفول(٤)
(١) قوله: أن يحذف المشبه والمشبه به والوجه ويقتصر على الأداة كذا في الأصل وهو مكرر مع الصورة الرابعة عشرة فحرر المقام كتبه مصححه.
(٢) سورة يونس: ٢٤.
(٣) في الأصل «يكون» والصواب ما أثبتناه.
(٤) البيت لرشيد الدين الوطواط المتوفى سنة ٥٧٣ هـ، وهو بلا نسبة في الإشارات ص ١٩٨، والثواقب:
المضيئات اللوامع أو المرتفعات. أفول: غروب وزوال.