عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

الفن الثاني علم البيان

صفحة 116 - الجزء 2

  


  العاشرة: أن تحذف الأداة والوجه، كقولك: زيد أسد، وهو أقوى الجميع لإثبات المشبه به في الظاهر للمشبه، وحذف الوجه، فقد اجتمع فيه القوتان.

  الحادية عشرة: أن يحذف المشبه به والوجه، كقولك: زيد مثل، وذلك يكون في الجواب عن الاستفهام عن مماثل الأسد، أو عن حكم زيد مع الأسد، فتقول: مثل.

  الثانية عشرة: أن يحذف ثلاثة، وهي المشبه، والأداة، والمشبه به، كقولك: في الشجاعة مريدا زيد كالأسد في الشجاعة، في جواب من قال: في أي شئ يشبه زيد الأسد؟

  الثالثة عشرة: أن يحذف ثلاثة، وهي المشبه، والأداة، والوجه، كقولك: الأسد، في جواب ما الذي يشبهه زيد؟

  الرابعة عشرة: أن يحذف المشبه، والمشبه به، والوجه، كقولك: مثل، في جواب من قال: ما حكم زيد مع الأسد؟

  الخامسة عشرة: أن تحذف الأداة، والمشبه به، والوجه، كقولك: زيد، في جواب من يشبه الأسد؟

  السادسة عشرة⁣(⁣١): أن يحذف المشبه، والمشبه به، والوجه، ويقتصر على الأداة، كقولك:

  مثل، في جواب: ما شأن زيد مع عمرو؟ وكذلك: كأن في نحو قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ}⁣(⁣٢) قال عبد اللطيف البغدادي في قوانين البلاغة: حذف المشبه، وليس في الكلام مشبه به أصلا، وحقيقته أن الفعل المنفى المشبه به مسكوت عنه.

  السابعة عشرة: أن يحذف الجميع، كالتشبيه المعلق على شرط، فإنه يحذف اكتفاء بدليله في نحو قوله:

  عزماته مثل النّجوم ثواقبا ... لو لم يكن⁣(⁣٣) للثّاقبات أفول⁣(⁣٤)


(١) قوله: أن يحذف المشبه والمشبه به والوجه ويقتصر على الأداة كذا في الأصل وهو مكرر مع الصورة الرابعة عشرة فحرر المقام كتبه مصححه.

(٢) سورة يونس: ٢٤.

(٣) في الأصل «يكون» والصواب ما أثبتناه.

(٤) البيت لرشيد الدين الوطواط المتوفى سنة ٥٧٣ هـ، وهو بلا نسبة في الإشارات ص ١٩٨، والثواقب:

المضيئات اللوامع أو المرتفعات. أفول: غروب وزوال.