عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

وهي ضربان: معنوى، ولفظي:

صفحة 240 - الجزء 2

المزاوجة

  ومنه: المزاوجة؛ وهي أن يزاوج بين معنيين في الشرط والجزاء؛ كقوله [من الطويل]:

  إذا ما نهى النّاهى فلجّ بي الهوى ... أصاخت إلى الواشي فلجّ بها الهجر

العكس

  ومنه: العكس؛ وهو أن يقدّم جزء في الكلام على جزء، ثم يؤخّر، ويقع على وجوه:

  منها: أن يقع بين أحد طرفي جملة وما أضيف إليه؛


  لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}⁣(⁣١) قال الزمخشري: وأورده على سبيل الاستطراد، عقيب ذكر خصف الأوراق، وما معه إظهارا للمنة فيما خلق اللّه من اللباس، وقد يكون الثاني هو المقصود، فيذكر الأول قبله ليتوصل به إليه، كقول أبى إسحق الصابى:

  إن كنت خنتك في المودّة ساعة ... فذممت سيف الدولة المحمودا

  وزعمت أنّ له شريكا في العلى ... وجحدته في فضله التّوحيدا

  قسما لو انّى حالف بغموسها ... لغريم دين ما أراد مزيدا⁣(⁣٢)

  المزاوجة: ص: (ومنه المزاوجة إلخ).

  (ش): وهو أن يزاوج بين معنيين في الشرط والجزاء، كقول البحتري:

  إذا ما نهى النّاهى فلجّ بي الهوى ... أصاخت إلى الواشي فلجّ بها الهجر⁣(⁣٣)

  ويروى «أصاخ» إلى الواشي فلج به الهجر، فقد زاوج بين معنيين هما لجاج الهوى، ولجاج الهجر في الشرط والجزاء، فإن أحدهما معطوف على الشرط، والآخر على الجزاء، وقد جعل الخطيبي جميع ما تقدم إلى اللفظ معا قوله.

  (ومنه) أي من المعنوي (العكس) وسماه في الإيضاح العكس والتبديل (وهو أن يقدم أول الكلام جزء ثم يؤخر) أي يؤخر الجزء المقدم ويقدم الجزء المؤخر لنكتة، أي يكون مقصودا لمعنى بديع، لا غلطا، (ويقع على وجوه منها أن يقع بين أحد طرفي جملة، وما أضيف إليه)


(١) سورة الأعراف: ٢٦.

(٢) الإيضاح ص ٣٥٠.

(٣) الإيضاح ص ٣٥٠، التلخيص ص ٨٩، المصباح ص ١٦٤، والبحتري في ديوانه ٨٤٤، والتبيان ٢/ ٤٠٠ بتحقيقى.